أدلى أكثر من مسؤول بالحكومة عن ضرورة محاسبة من تسبب في وجود أعداد كبيرة للعمالة السائبة والتي تهدد الأمن الوطني وتسببت في أخطاء جسيمة في التركيبة السكانية.. وكان أول من صرح بضرورة تعقب تجار الإقامة ومحاسبتهم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أنس الصالح الذي أظهر نشاطا ملحوظا خلال أزمة تفشي وباء الكورونا التي تسببت في اتخاذ عدة إجراءات احترازية، وكذلك صرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية بأن الوزارة لن تتهاون مع تجار الإقامات وستحملهم الدولة كافة التكاليف المتعلقة بإجلاء الأعداد الكبيرة للعمالة السائبة.. ولقد كان سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد أيضا هدد بضرورة معاقبة الشركات وتجار الإقامات التي جلبت هذه الأعداد الكبيرة من العمالة السائبة وعدم قيامها بتوفير الوظائف رغم أن بعض هذه العمالة قد دفعت مبالغ لتتاح الفرصة لهم العمل في البلاد.
لقد آن الأوان لأن تتخذ الدولة كل الإجراءات للتخلص من هذه العمالة السائبة وعدم قبول أي وساطات أو تدخلات لمنع الدولة من اتخاذ الإجراءات القانونية لإجلاء هذه الكميات الضخمة من العمالة السائبة.
ولابد أن يكون لمجلس الأمة دور وهذه فرصتهم ليظهروا مدى حرصهم ووطنيتهم للمحافظة على التركيبة السكانية والقضاء على فوضى العمالة السائبة.. كنت أتمنى أن يصدر نواب الشعب بيانا يساعد إجراءات الدولة لمحاسبة الشركات وتجار الإقامات وتحميل هذه الشركات كافة المصاريف المتعلقة بإيواء هذه العمالة والعمل على ترحيلها بدلا من إصدار بيان لإطلاق سراح بعض المسجونين والذين صدرت ضدهم أحكام قضائية ثم إن تدخلهم هذا يعتبر وقفا للأحكام القضائية وكان الأفضل أن يساندوا تلك الأحكام لأنها صادرة عن القضاء العادل ثم إن هؤلاء النواب يمثلون المدافعين عن النظام الديموقراطي والقضاء جزء أساسي من النظام الديموقراطي.. إن مجلس الأمة لابد أن يكون له دور في القضاء على الفساد وتصحيح الأوضاع، لقد كشفت كورونا عن مواقع الفساد في البلاد، فعلى نواب الشعب أن يكثفوا جهودهم وأن يتفرغوا لمساعدة الدولة لملاحقة الذين تسببوا في تفشي الفساد في أجهزة الدولة.. وهذه فرصة ليعبر النواب عن صدق أهدافهم في خدمة الوطن والمواطنين.. وليبدأوا بأنفسهم بوقف الوساطات وتهديد الحكومة بالاستجوابات إن لم تسخر أجهزة الدولة لطلباتهم المتعلقة بخدمات ناخبيهم وأقاربهم.. يجب أن يشعر النائب بأنه ممثل للشعب وليس ممثلا للقبيلة أو لأحزاب دينية.
يجب أن يرفع الجميع شعار كلنا للكويت والكويت لنا..
آية كريمة: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون».
والله الموفق.