أمر مؤسس المملكة العربية السعودية الملك الكبير الراحل عبدالعزيز بن سعود بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة وذلك في المحرم عام 1346 هجرية، وأتبع ذلك الأمر إنشاء مصنع للكسوة وكان أول إنتاج لكسوة الكعبة المشرفة بعد إنشاء تلك الدار عام 1357 وذلك في مكة المكرمة، ثم جاء الملك فيصل، طيب الله ثراه، ومن منطلق اهتمامه بالكعبة المشرفة رأى أن يطور عمل المصنع ليتلاءم مع قدسية الكعبة المشرفة، فزود المصنع بماكينات خياطة النسيج الآلية وتم على أثرها افتتاح قسم النسيج الآلي مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي.. ويصنع ثوب الكعبة المشرفة من الحرير الخالص يستورد خاصا من الخارج.
ويعتبر ملك اليمن تبع الحميري هو أول من كسا الكعبة بالخصف وهي ثياب غلاظ ثم المعافير، ثم كسيت بالديباج والنمارق العراقية والحبر اليماني والانماط ثم القباطي (ثياب مصرية)، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كساها إثر احتراق الكسوة بالجمر حيث حاولت امرأة تبخير الكعبة، وبعد النبي قام بكساء الكعبة أبو بكر الصديق وعمر وعثمان بالقباطي المصرية..
وبعد العهد النبوي والخلفاء الراشدين تولى معاوية بن أبي سفيان بعمل الكسوة مرتين في السنة، كما قام يزيد بن معاوية وابن الزبير وعبد الملك بن مروان.
أما الخليفة العباسي المهدي وأثناء قيامه بأداء فريضة الحج فقد أمر بأن تزال كل الكسوات على أن تبقى كسوة واحدة، وهذا ما هو متبع حاليا.
ومن الخلفاء الذين قام بكسوة الكعبة المشرفة الخليفة المأمون وكان يقوم بكسائها 3 مرات في السنة، ثم جاء القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي الذي فتح القدس الشريف بكسوة الكعبة بالديباج الأخضر ثم بثوب أسود، ومنذ ذلك احتفظت كسوة الكعبة باللون الأسود.
ويعتبر الملك الظاهر بيبرس أول حاكم مصري يقوم بعمل كسوة الكعبة، ثم جاء ملك اليمن المظفر، واستمر ملوك مصر بالتناوب مع ملك اليمن بكسوة الكعبة المشرفة.. هذه مراحل كسوة الكعبة المشرفة..
آية كريمة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين.. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)..
والله الموفق.