نقول أولا: «عيدكم مبارك وعساكم من عوادة.. عن بعد»، فنحن نعيش عيد الفطر اليوم في ظروف تفشي وباء كورونا، وامتثالا لتعليمات وزارة الصحة فإننا نحتفل بالعيد عن بعد.
ولقد اعتدنا حياة الحظر الجزئي والكلي ولم يكن لهذا الحظر أي تأثير على حياتنا ونفوسنا، لقد تجملنا بالصبر وتكيفنا وهذا ما ساعدنا على تخطي هذه المحنة بالصبر، وهذه ليست الأولى التي نعيش فيها ظروفا مشابهة فقد عشنا أثناء الاحتلال العراقي لمدة 7 شهور ظروفا أسوأ من الظروف الحالية، حيث الخوف والرعب، فقد كنا نتوقع مداهمة القوات العراقية في أي وقت لاعتقال شبابنا وسرقة محتويات منازلنا.
وقد دمر العراقيون مؤسسات حكومية ونهبوا ما فيها من معدات، أما الظروف الحالية التي نعيشها بسبب تفشي الوباء فإننا نعيش في منازلنا في أجواء مطمئنة وأمن واستقرار مع توفر كل المواد الغذائية بينما في ظروف الاحتلال كنا نعاني من نقص المواد، وعاش الأجداد ظروفا أكثر سوءا، وكانت ظروف مرض الطاعون أكثر فتكا بالبشر.
هكذا كان أهل الكويت الذين اعتادوا على الحياة الصعبة قبل اكتشاف النفط، حيث كان اعتماد معيشتنا على البحر فكان الرجال البحارة يتاجرون ما بين البصرة ودول الخليج والهند وشرق أفريقيا وهذا كان يجعلهم يتغيبون عن الكويت وأهاليهم لأكثر من 6 شهور، هكذا كانت الحياة الصعبة لكن الكويتيين كان يتعايشون مع كل ظروف الحياة الشاقة بكل صبر.
واليوم نحن نعيش عيد الفطر السعيد، أقول عيدا سعيدا ومباركا لا تتأثر نفوسنا بل علينا أن نتحلى بالصبر، فقد تكيف الأجداد مع ظروف أكثر صعوبة مما نحن فيه، فتعالوا لنحتفل بالعيد السعيد وأن ندخل السرور والبهجة في نفوس أولادنا ونهيئ الظروف السعيدة ولا أعتقد بأننا نشعر بنقص المواد الغذائية، بإمكاننا أن نحضر أكلات العيد دون أي تأثير، ونحمد الله أن لدينا وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تكن متوافرة في السابق.
دعونا نفرح ونتبادل التهاني بالوسائل المتوافرة لدينا ونقدم العيادي لأولادنا حتى ندخل الفرحة والبهجة في نفوسهم.
نقول الحمد لله على نعمة الأمن والأمان والطمأنينة.
نحن اليوم ورغم ظروف الوباء أحسن حظا من الحياة والظروف التي مرت على الكويت، كل ذلك بفضل الإيمان الذي يعمر قلوب أجدادنا، ولنستفيد من تجاربهم ونعيش أفراح العيد وندخل البهجة في نفوس أولادنا.
وتعالوا لنغني الأغنية التي اعتدنا عليها في كل عيد تلك الأغنية الأكثر شعبية وهي «العيد هل هلاله» ونردد مع سيدة الغناء العربي «يا ليلة العيد أنستينا» ونردد مع عبدالحليم حافظ «العيد العيد الله على العيد» ونغني لأطفالنا الأغنية الحلوة التي تغنت بها صفاء أبوالسعود «أهلا أهلا بالعيد».
لا شك أنها أغاني العيد القديمة التي كنا نسمعها في كل عيد ودعونا نعيد سماع تلك الأغاني حتى يفرح أطفالنا بالعيد دون أي تأثير من تفشي الوباء.
ونقول عيدكم مبارك وعساكم من عواده.
آية كريمة (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور). صدق الله العظيم.