تفشي «كورونا» أظهر مدى استعدادات وزارات الدولة لمواجهة تمدد هذا الوباء، وأثبتت وزارات الصحة والداخلية والشؤون ذات الصلة بوباء كورونا الاستعداد الكامل للتصدي لتفشي لهذه الجائحة، هذا إلى جانب بقية مؤسسات الدولة مثل البلدية والخدمات العامة والموانئ والأشغال أيضا كانت على قدر من المسؤولية، إلا أن وزارة التربية أثبتت فشلها التام ولم يكن أي نوع من الاستعداد للمحافظة على استمرار التربية والتعليم.. بل ولم تجد أي مبرر لاستمرار المدارس الخاصة واستعدادها لاستمرارية التعليم في مدارسها، إلا أن تصارع من أجل منع المدارس الخاصة من تنفيذ مناهجها عن طريق «الأون لاين» وكانت المدارس الخاصة تهدف إلى عدم انقطاع مواد المناهج والتعليم عن الطلاب.
أما وزارة التربية فلم نر منها غير أنها تحاول سحب فشلها على المدارس الخاصة، فلم تكن الوزارة مهتمة بمراعاة وقت الطلاب حتى قبل مجيء وباء كورونا، فقد عطلت المدارس أكثر من شهر بحجة الامتحانات والعطلة الربيعية وحسب تجربتي وخبرتي حيث كنت قد عملت مدرسا بمدارس وزارة التربية ولمدة 10 سنوات كنا نجري الامتحانات ولا يحدث أن توقفت الدارسة بسببها، كنا نجري الامتحانات والدوام المدرسي مستمر والعطلة الربيعية لا تتجاوز أكثر من أسبوعين، لكن مدارسنا هذه الأيام ومع الأسف الشديد تعطل لمدة شهر عطلة نصف السنة وتتوقف الدراسة بسبب الامتحانات.. إن مراقبة الوزارة على المدارس غير موجودة حيث تتعمد المدرسات والمدرسون تعطيل المدارس بتوجيه الطلبة لعدم الحضور.
كان في السابق يتولى المسؤولية بوزارة التربية رجال على قدر من المسؤولية والاهتمام بتوجيه الطلبة على المواظبة ما زلت أذكر أيام الوزراء أساتذتنا الأفاضل صالح عبد الملك الصالح والسيد جاسم المرزوق ود.يعقوب الغنيم وقبلهم رجال اشتهروا بالإخلاص وحب أبناء الكويت.
وزير الصحة نموذج نفخر به، لا يكل في متابعة سير العمل في المحاجر الصحية فهو متواجد كل يوم في موقعه ليتابع بنفسه استمرارية العمل في المؤسسات الصحية.
كذلك فإن وزير الداخلية لم يتوان في متابعة سير العمل في المؤسسات الأمنية أرجو أن يكون هذان النموذجان وبقية الوزراء الذين لم يدخروا جهدا مثل وزير الأشغال ووزيرة الشؤون وزراء مخلصين وعلى قدر المسؤولية، وسامحنا يا وزير التربية فإن وزارتك الأكثر سوءا في دورها بمواجهة تفشي وباء كورونا.
أرجو أن تقوم وزارة التربية خلال الأيام المقبلة، وبعد أن استمعنا إلى ما ستقوم به الوزارة لإعداد برامج كاملة لإعادة الحياة في مدارسنا واستغلال الأيام المتبقية من العام الدارسي الحالي لإعداد مناهج حتى يواصل طلابنا استكمال عامهم الدارسي الحالي، وحبذا لو استفادت وزارة التربية من تجارب المدارس الخاصة التي أنجزت عامها الدارسي باتباع الأون لاين لاستكمال العام الدارسي الحالي.
قال تعالى (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
والله الموفق.