د.يعقوب الحجي سرد هذه القصة عن النوخذة العم عيسى بشارة في كتاب تاريخي جمع فيه كل نواخذة الكويت. جاء في الكتاب قصة سقوط النوخذة العود عيسى بشارة في البحر وهو يحاول تخليص الشراع من عائق علق به.. إلا أن الهواء التارس (القوي) قذف به بالبجر، وافتقد البحرية نوخذاهم، فجمعوا أنفسهم يبحثون عنه حتى أظلم الليل.. فنزل البحارة بسفينة صغيرة يبحثون عنه في البحر، فهداهم ربهم إلى موقع النوخذة الذي كان يقاوم بكل شراسة وقوة وجرأة كبيرة، فسمع صوتهم فأخذ يناديهم، فتوجهوا نحو مصدر صوته فحملوه وعادوا به إلى اللنچ الكبير.
وبعد أن رجع النوخذة الكبير إلى سفينته عاد ليأخذ مكانه في قيادة سفينته، لا شك في أنها شجاعة لم نسمع عن مثل هذه الشجاعة والمغامرة التي قام بها النوخذة العود ولقد كان النوخذة العود أن قاد كل السفن وعلى رأسها سفينة «فتح الخير» ملك التاجر محمد ثنيان الغانم، ومن جملة السفن التي تولى القيادة فيها سفينة التاجر يوسف داود المرزوق.
النوخذة العود العم عيسى بشارة تعلم ركوب البحر من والده النوخذة يعقوب أحمد بشارة، فهو والد الدكتور المرحوم أحمد بشارة الذي وافته المنية وهو في معترك العمر، ولقد أثر هذا في نفس والده النوخذة الذي تحدى كل أهوال البحر إلا أن حزنه على ابنه الدكتور أحمد أقعده وكان تردده قليلاً باستثناء ديوان يوسف الشاهين الغانم.
وكنت ألقاه دائماً في ديوانية النوخذة على العسعوسي بالعديلية وكان حضوره يضفي على المجلس شيئا من الوقار، ولم يتأثر بكبر سنه في أن يشارك الحاضرين في حوارات مختلفة كان يتحدث في السياسة والمشاكل التي يتحدث عنها رواد الديوانية، كان حاضراً ومشاركاً في كل حديث، ولا يتحدث عن جولاته في الأسفار إلا عندما يلقي البعض السؤال عن أسفاره في البحر، كان يتحدث بكل تواضع دون أن ينسب إلى نفسه مغامراته في البحر، وقد اشتهر بالجرأة في أسفاره بالبحر.
هكذا يكون الرجال الذين اشتهروا بشجاعتهم وجرأتهم، لقد عاش كأي إنسان متواضع في كل شيء ولم يكن يتظاهر بأي نوع من المزايا التي يتميز بها، هذا هو العم النوخذة العود عيسى بشارة أينما جلس التفت حوله قلوب ومحبة الجالسين لما يتمثل به من وقار وخلق رفيع وحقاً إنه العود في كل شيء، ولا يسعنا إلا أن نبتهل إلى المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويغفر له وأن يسكنه فسيح جناته مع الصالحين الأبرار.
وإنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
يقول الله تعالى:- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).