صباح الخير، صباح الإحسان، صباح الإنسانية، وصباح السياسي المحنك.. اختاره ربه ليرفعه إليه ويضعه في دار الخلد مع الشهداء والصالحين الأبرار.. لقد رحل صباح الأب الحنون لكل الكويتيين.. فقد شارك أهل الكويت في أفراحهم وأحزانهم حيث كان يلبي دعوة أي كويتي دعاه لحضور عقد قران أولادهم ويشهد على الزواج موقعا على ورقة عقد القران، وشارك أهل الكويت في أحزانهم، وكان حريصا على حضور العزاء في الدواوين، وكان قد شاركنا في عزاء ابني الشهيد د.فهد الحسيني ود.وليد العلي، ولو أردنا استعراض الإنجازات التي حققها للوطن والمواطنين فهي كثيرة، فقد أشرف على كل مشاريع التنمية ولو حاولنا التجوال فسنراها قائمة.
لقد كان للسياسة الخارجية التي قادها المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد أكبر الأثر في صياغة الموقف الدولي المساند والداعم للقضية الكويتية أثناء الاحتلال العراقي، حيث استطاع أن يبني جسورا بين مختلف دول العالم شرقا وغربا وان يقيم علاقات متينة ساهمت كثيرا في إيجاد أرضية طيبة لإقامة علاقات دولية متينة، حيث شاركت الكويت بقيادته ـ وهو السياسي المحنك ـ بمختلف المجالات الإنسانية والسياسية، وفي مقدمتها الدعم الكويتي المتواصل للدول الفقيرة والمساهمة في مشاريع التنمية في العديد منها، فساهمت الكويت في بناء عدة مشاريع عمرانية وصناعية واجتماعية كانت ذات تأثير مباشر في تقدم ورقي تلك الدول.
وكان لهذا العمل السياسي المحنك أن شهد له كل زعماء العالم ومنهم رئيس وزراء بريطانيا الذي نعى قائلا: إن الأمير الراحل سيبقى خالدا في ذاكرة العالم.
كان له دور كبير لا ينسى في دعم العمل الإنساني، فقد وجه زعيم الإنسانية، رحمه الله، كل الجمعيات الخيرية والشباب الكويتي لأن يساهموا في تقديم كل العون للفقراء في العالم دون تمييز، وكان الشهيدان فهد ووليد أن قاما في إفريقيا بزيارة القرى لمساعدة الفقراء وهذا أيضا من أعماله وقد شهد له زعماء العالم وتم اختياره قائدا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة كذلك شهد بحنكته الديبلوماسية الإعلام النمساوي الذي قال: الأمير الراحل حكيم اكتسب سمعة واحتراما في العالم أجمع.
أما سفير الاتحاد الأوربي فقد أدلى بتصريح نعى فيه الأمير الراحل «خلف وراءه إرثا لا يقدر بثمن في الشؤون العالمية»، أما الرئيس الأميركي ترامب فقال عنه: «الأمير الراحل كان صديقا وديبلوماسيا لا مثيل له».
وأصدر البرلمان الأوربي بيانا نعى فيه الأمير الراحل تضمن: المنطقة فقدت واحدا من أفضل رجال الدولة.. وشيخ الأزهر قال عنه: الأمير الراحل كان قائدا حكيما وراعيا للسلام والحوار.
لقد نعاه معظم الزعماء العرب وشهدوا بحنكته الديبلوماسية ودوره في معالجة معظم المشاكل التي تشهدها الساحة العربية ولو حاولنا استعراضها لاحتجنا إلى تأليف كتاب يحكي مآثره ودوره في العمل الإنساني ومساعدة الدول الفقيرة دون تمييز.
لقد رحل أبونا صباح عن دنيانا إلا أنه سيظل حاضرا في نفوسنا ووجداننا نستذكر الأعمال الجليلة والمكانة الرفيعة التي حققها للكويت والتي وضعها في مصاف الدول الراقية، فقد ترك إرثا كبيرا من الممكن الاستفادة منها في مواصلة طريق الخير وخدمة الإنسانية ومواصلة إنجاز مشاريع التنمية، وها هو أميرنا المحبوب صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أخذ دوره في تحمل المسؤولية ليواصل مسيرة الخير والتقدم للكويت.
ولا يسعنا إلا أن نتضرع للمولى القدير أن يرحم والدنا صباح المحبة والإنسانية وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع الصالحين الأبرار.
وتمنياتنا لأميرنا الحبيب صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أن يوفقه الله وأن يستفيد من مآثر سلفه الكبير صباح الخير وقائد الإنسانية.
٭ من أقوال صباح الإنسانية: واجبنا جميعا العمل على حماية وطننا من مخاطر الفتنة الطائفية، وتحصين مجتمعنا ضد هذا الوباء الذي يفتك بالشعوب حولنا، وواجبنا جميعا الحرص على وحدتنا الوطنية، وصيانتها، وتعزيزها، فهي عماد الجبهة الداخلية، ودرعها الواقية، وسورها الحامي».
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
(إنا لله وإنا إليه راجعون).