المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وإن انتقل إلى جوار ربه فإن الأعمال الجليلة التي قام بها ستكون شاهدا على إنجازاته وأعماله الإنسانية، فقد كان ينظر دائما إلى أن الشعوب العربية لا ذنب لها بالنسبة لسياسات حكوماتها، بل كان يرى أن واجبه دعم الشعوب التي تحتاج إلى المساعدة للتغلب على معاناتها بسبب الفقر.
وقد دعا سموه رحمه الله العالم إلى مؤتمر المانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية فكان المؤتمر الأول عام 2013 وتبرع سموه باسم الكويت بمبلغ 300 مليون دولار وفي عام 2014 دعا أيضا لعقد مؤتمر ثاني للمانحين لدعم الشعب السوري، وفي عام 2015 تبرع بمبلغ 500 مليون دولار ودعا إلى مؤتمر ثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية.
في عام 2018 استضافت الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق، والرامي لجمع أموال من المانحين الدوليين لدعم جهود عملية بناء المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم داعش، كما قدم الدعم للفلسطينيين، وهو دعم متواصل من الكويت، ولأمير الإنسانية العديد من المشاريع التي ساهم في بنائها بالعديد من الدول العربية والصديقة، وكذلك لم يتخل عن مساعدة فقراء افريقيا، فكان دائما يسهم في أي مشاريع لإنقاذ هذه الشعوب التي بحاجة ماسة للمساعدة.
هذه الأعمال الإنسانية التي أنجزها قائد العمل الإنساني هي التي أهلته لأن تمنحه الأمم المتحدة لقب قائد للعمل الإنساني واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني.
لقد ساعد سمو الأمير الراحل سورية ولم يهتم بالخلافات السياسية، وكان قد رفض أن يرسل أي قوات إلى سورية لأنه يرفض تعريض الشعوب العربية للحرب، ورغم ما اقترفه صدام حسين بحق الكويت إلا أن فقيدنا الكبير كان يرى أن الشعب العراقي تضرر أيضا من تصرفات حسين، لذا دعا سموه الى عقد مؤتمر للمانحين لإعادة إعمار العراق ودعم جهود عملية بناء المناطق المتضررة من قيام داعش بتخريب مناطق عراقية تسبب في إجلاء العديد من المواطنين من مساكنهم بسبب الدمار.
إن هذه الأعمال الإنسانية ستكون شاهدا على إنجازات سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في المجال الإنساني، وهذا ما يجعل ذكراه باقية في قلوب الشعوب العربية والصديقة.. لا شك أن هذه الأعمال ساهمت في خلق سمعة طيبة للكويت، وهذا ما جعلها تقف بمصاف الدول المتحضرة، فتحية لذكرى قائد العمل الإنساني الذي سيخلده التاريخ على مر الأزمنة.
والكويت التي استبشرت بتولي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد تتمنى أن يعينه المولى القدير على أن يواصل مسيرة الخير لإنجاز مشاريع تنموية في البلاد والدول العربية التي هي بحاجة للدعم، وثقة أهل الكويت بصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد كبيرة وهذا مما يساعده على مواصلة طريق الخير والنماء للكويت.
آية كريمة: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون).
والله الموفق.