عبدالرحمن العوضي
كلام عجيب سمعته من أحد شيوخ العشائر في مقابلة على قناة الجزيرة يوم 23 الجاري واسمه الشيخ كاظم آل عنيزان الطائي، وذلك في برنامج المشهد العراقي.
وكان الشخص يتكلم من مصدر ثقة، وكأنه مفوض للتكلم نيابة عن بعض العشائر، وكان واضحا من كلامه انه مطلع على كل ما يدور في العراق وله رأي خاص بالنسبة للتكتلات والتجمعات على الساحة العراقية السنية فيها والشيعية.
وكان يتعرض لدول الجوار الذين يتدخلون في الوضع العراقي الملتهب، واغلب الكلام كان يدور عن تدخل ايران وسوريا.
ولكن ما جعلني اتعجب حقا هو كلامه عن الكويت وكيف ان الكويت تبذل جهودا كبيرة في انفصال محافظة البصرة حتى تكون محافظة ضعيفة وتسيرها الكويت.
واستغربت فعلا حشر اسم الكويت في مثل هذا الصراع، وأنا على يقين بان الكويت لم تفكر أبدا في التدخل في شؤون جيرانها، رغم ذلك كانت ضحية لمغامرة اجرامية قام بها صدام.
طبعا مثل هذا الكلام وان كان عابرا فيجب دراسته بصورة جدية حتى لا تتكرر فكرة عدوانية الكويت على العراق، كما ادعاها عبدالكريم قاسم في مغامــــــرته المجنونة، وكما نشرها بصورة كبـــــيرة المقبور صـــــدام حسين في تغيير مفاهيم الشعب العراقي بالنـــسبة للكويت لدرجة انه استطاع ان يقنعهم بأحقية العراق في الاراضي الكويتية، كما انه ادعى بقيام الكويت بأعمال تضر بالاقتصاد والكيان العراقي.
فعلا يستغرب الانسان ان يقوم أحد شيوخ العشائر الذين يظهرون لنا كل بــوادر الصداقة والسلام ودعم حقوق الكويت كــامــلة والظاهر ان كل ذلك يتم طمــعا في اســتمرار مساعدة الكويت لهم لتمكينهم من تعـزيز سيــطرتهم على افــراد عشــائرهم.
وكأن الأخ الشيخ كاظم نسي الترابط الكبير بين شيعة العراق وشيعة ايران المتهمون دائما من قبل السلطات الحاكمة في العراق بتدخلها في شؤون المحافظة الجنوبية رغم انكار ايران قيامها بمثل هذه التدخلات.
قد يتصور البعض ان كلام الشيخ كاظم ما هو الا ملاحظات شخصية، ولكن كلامه ينم على ان هناك من يدس للشعب العراقي في الجنوب عناصر الفتنة والخلاف مع الكويت رغم كل تصريحات الكويت من عدم تدخلها بأي شكل من الاشكال في شؤون اي دولة مجاورة، لأن الكويت تعرف حجمها وامكانياتها، وهي لن تستطيع ان تعيش في أمن وسلام اذا لم يعم السلام في دول المنطقة وزوال عناصر الفتنة والقتل في هذه الدول.
كل ما أرجوه ان يتمعن الاخـوة المسؤولون في مــثل هــذا الكــلام فلا دخــان بـدون نار، وأرجو ان لا تشــتعل النــار في العلاقــات الكويتية - العراقية بأي شكل من الاشــكال.
كما يجــب ان نظهر كل مودة وعلاقات حميمة مع الشعب العراقي المسكين الذي وقع فريسة لاطماع اكبر من ان يتحملها.
وكان الـله في عــونهـم، وعـــسى ان يبـعــدنا من كــل روح تآمـرية تشــعل الشــر والفــتنة بين الــــبلديــن، ولنكــن حــذرين من مثــل هــذه الاتـــــهامات الـــتي قد تكبر وتتحــــول الى عداوة نحـــــــن في غنى عنها.
حفظ الله الكويت من كل عدوان ومكروه.