أبدا لم نتعلم الدرس والمأساة التي حلت بنا باحتلال المجرم صدام حسين للكويت بصورة لم تكن متوقعة.
وكنا مطمئنين للكلام الحلو الذي نسمعه منه، وكان دائما يتكلم بأسلوب جميل يخدع كل من يسمعه، وكان خلف هذا الأسلوب الجميل هناك إبليس مختبئ يتكلم عنه يخدع الناس جميعا.
وشعب مسكين كان أول ضحية لإجرامه، ليكتشف ذلك بعد أن احتل الكويت بأسلوب إجرامي وعمل فيها كل أنواع التعذيب والترهيب والنهب وهتك الأغراض حتى اصبح كأنه هولاكو زمانه.
وبعد أن وقعت الواقعة وأصبحنا ضحية لإنسان لم نكن نسمع منه إلا كل الكلام الحلو والطيب، إلا أنه كان مخادعا في كل ما كان يقوم به حتى انكشف خداعه في كل جرائمه وحول أهل الكويت الطيبيين إلى لاجئين منتشرين في جميع أنحاء العالم.
أما نحن حكومة وشعب الكويت فإننا لم نكن في يوم من الأيام نشك في هذه النوايا ولكن ولله الحمد مكننا الله ونصرنا في التغلب على هذه الفاجعة وانتصر لنا العالم أهلا وغرباء في جيش موحد.
لقد ايقن صدام وشعبه الدرس الذي ما زالوا يعانون منه، ولن ترجع العراق إلى أوضاعها السياسية المستقرة، لأن الفتنة الطائفية أظهرت رأسها وذهب ضحيتها الآلاف من الشعب العراقي حتى الآن.
ولن نعرف مصير العراق في هذا العالم المضطرب الذي تكيد لنا قيادته كل شر وبلاء.
في هذه الظروف العالمية المخيفة والمضطربة، نرى وضع الأمة الإسلامية وهو في أسوأ حال، قسموا بلادنا واشعلوا الفتنة بيننا وهم يدعون أنهم يحموننا، ولا نعرف الحقيقة خلف تلك العبارات التي تظهر لنا الصداقة والمحبة ولكن في نظري ستكون الطامة الكبرى، مختبئين خلف تضليلهم واصبحنا كل يوم مجالا للتهديد والحسد والمؤامرات التي تحاك ضدنا. وعسى الله ان يستر من ذلك.
لقد سمعنا مؤخرا الكثير من المحاضرات وكذلك كلام الرئيس ترامب الذي يعاملنا كدول خليجية معاملة السيد ويطالبنا كل يوم بان ندفع ما يترتب علينا من ضحايا حروبهم واستعمارهم المادي الجديد باسم العولمة التي صنعوها للسيطرة على جميع تجارة العالم.
كل هذا نقبله ولا يمكن الهروب منه الآن وما زالوا هم يرددون ويتوعدون بنا، ولكن الأسوأ مما نراه في هذا العالم المضطرب هو مبادرة العراق بعدائهم لنا كالعادة، وأننا استولينا على جزء من الكويت.
ولكن السؤال الكبير: هل نحن مطمئنون لهذه الاتهامات والاستفزازات التي نراها في العراق بالنسبة لنا؟
وهل لدينا الآن الاستعداد الكامل لان نواجه هذه التهديدات؟ وهل نستطيع دون تحالف مع الدول الكبرى أن نقف أمام هذا التيار الذي بدأ يظهر في العراق؟ في نظري الشخصي ان هذا الشرر الذي يتطاير الآن نحونا هو تهديد لنا بالنار والويل والثبور.
أرجو أن ننتبه إلى ما يحصل ضدنا ولا نضيع الوقت في المهاترات والمناقشات العقيمة في مجلس الأمة ولو توقعوا أياما صعبة لنا في المستقبل.
فكل ما بدا يهددنا من قبل التكتل العالمي ضد الدول العربية من قبل الأغنياء في هذا العالم هو اخطر بكثير من أوضاعنا قبل الاحتلال العراقي الغاشم.
لا تطمئنوا الى ما يقوله المسؤولون في العراق، ولا تتهاونوا أمام ما نراه من استفزازات في العراق، وفي نظري لا يمكن ان نطمئن اليه بعد الكارثة التي حلت بنا أيام الاحتلال الآثم.
ان ما نراه هو بداية حرب رغم وقوف الدول الخليجية معنا ولكن ما نسمعه من تطبيلات الدول العظمى، فالأمر أصبح واضحا، بل إن الأمر أصبح اكثر وضوحا بعد ان استطعنا تفادي الشر الذي ارسلوه للدول العربية وهو لا يمكن السكوت عنه، ورغم انهم استطاعوا الآن ان يخففوا الدخل القومي بحوالي 5% إلا انهم ما زالوا يعتقدون اننا مترفون ولا نستحق الحياة الترفيهية التي نعيشها.
فلنحذر مما نراه في العراق الآن ضد الكويت لأنه قد تكون الشرارة التي تنطلق من نفوس هؤلاء من كره وحسد ضد الكويت.
حمانا الله من شر هؤلاء الناس ولكن، لنكن مستعدين شعبا وحكومة لتفادي ما يمثلونه لنا من شر. والله يرعانا ويحمينا من شرهم.