وهكذا تؤدي الكويت، مجددا، دورها المعهود في رأب التصدعات العربية والتقريب بين الأشقاء المختلفين، وهو الدور الذي جعلها تستحق أن تتوج راعية وحمامة للسلام في المنطقة.
فبعد نحو الأعوام الثلاثة ونصف العام انفرجت الأزمة، واستطاعت الكويت رأب الصدع الذي أصاب علاقات الأشقاء، فكان فتح كل المنافذ الحدودية بين السعودية وقطر بإعلان رسمي بثه تلفزيون الكويت في 4 الجاري.
منذ أن تفجرت الأزمة بين الأشقاء في الثامن من يونيو 2017 والكويت ممثلة بأميرها الراحل الشيخ صباح الاحمد - طيب الله ثراه - لم تتوقف لحظة عن محاولة إعادة ترميم الجسور من أجل اعادة العلاقات الى طبيعتها المعهودة.
ولم تتوقف مهمة الكويت مع رحيل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، بل استمر صاحب السمو الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد على النهج ذاته، وبقيت المساعي الكويتية لإعلان المصالحة نشطة حتى توجها إعلان الكويت بفتح كل المنافذ.
في قمة «العلا» أخيرا، والتي شهدت عودة للصف الخليجي الواحد، خرج البيان مشددا على ضرورة طي صفحة الماضي، بما يحفظ أمن الخليج واستقراره، وتنسيق المواقف السياسية لتعزيز دول «مجلس التعاون» وغيرها من أمور تصدرت «بيان العلا» وكانت دائما في صلب المبادئ الأساسية التي قام عليها «مجلس التعاون» الخليجي.
القمة الخليجية الاخيرة استحقت أن يطلق عليها «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، تأكيدا من الحضور على التذكير بالدور الذي أدته الكويت بقيادة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، والذي مكن الأشقاء من أن يلتقوا مجددا تحت سقف وراية «مجلس التعاون»، وهو دور سبق لدول كبرى أن أشادت به، حيث ثمنت بريطانيا ما سمته الجهد الكبير الذي بذلته الكويت في إنهاء الخلاف الخليجي، وإعادة العلاقات بين الدول الأعضاء في «مجلس التعاون»، كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديره لدور دولة الكويت في رأب الصدع الخليجي، لتتوالى في ما بعد الإشادات الدولية من الولايات المتحدة إلى ألمانيا وتونس والسودان ومصر، وقبرص وغيرها الكثير.
ومثلما قدر العالم كله دور الكويت الديبلوماسي والسلمي في المصالحة، كذلك فعلت الكويت مع ابنائها الذين مارسوا دورا بارزا في هذه المصالحة، ورفعوا اسم الكويت عاليا في محافل دولية، فكان أن منح صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وزير الخارجية الشيخ د. أحمد ناصر المحمد وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى، تقديرا لجهوده وخدماته الجليلة، وعمله الدؤوب في تنمية أواصر العلاقة بين الكويت وأشقائها في الخليج والعالم العربي.
الوشاح يمنح عادة لمن قدم خدمات جليلة للكويت، ولمن أظهر شجاعة فائقة، وهو ما ينطبق على د.أحمد ناصر الصباح، الذي نتمنى أن يوفقه الله في إعلاء راية الكويت دائما.
وبدوري أتقدم بالتهنئة للأخ الدكتور الشيخ أحمد الناصر لما بذله من جهد للم شمل الاخوة في الخليج.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، وجعلها دوما راية للعرب وللأشقاء، وأنشودة للسلام.