يحتار الكثير من الشباب في قرار مواصلة دراسته بعد انتهائه من الدراسة الجامعية، إلا أن القرار الحقيقي لا يتخذ إلا بعد تحديد المجال المهني أو العمل الذي يود أن يمارسه الطالب كمهنة في حياته، إن هذا التحديد هو الذي يقرر ما إذا كان الأمر يستحق عناء مواصلة التعليم أم لا.
لكن لو نظرنا إلى أصل القرار فسنجد أن الخيار يعتمد على سؤالين لذاتك «حياة عمل؟» أم «حياة نظر؟» وحياة النظر هي التي تعتمد على التدريس والتأليف والبحث وما إلى ذلك، فعند هذا الخيار يجب على الراغب في الحياة النظرية مواصلة تعليمه إلى أبعد حد، أما بالنسبة للراغبين في الانطلاق في سوق العمل فكما ذكرت في العنوان «شهادة الدكتوراه مضيعة وقت» وفلوس، كما أنها تسبب مشكلة في المجال العملي فيصبح الشخص Overqualified بمعنى أنه ذو مؤهلات تزيد عن المطلوب أو بمعنى أصح لن يتم قبوله في بعض الوظائف العملية لأنه يملك شهادة دكتوراه ولأنه يملك كفاءة أكثر مما يحتاجون وبالمناسبة هذا الكلام سمعته قبل أن أكتبه من محاضر في مجال التنمية البشرية.
لكن لماذا يصر البعض على الحصول على شهادة دكتوراه، حتى ولو بشرائها دون الدراسة؟
لا شك في أن المجتمع يعرف الإجابة لأن المجتمع ذاته وللأسف يقدر لقب الدكتور أكثر من اسم حامله، حتى لو كان هذا الحرف قد وصل بالـ (DHL). إن مصيبة اعتقاد الإنسان أنه مهم في المجتمع تجعل منه شخصا لا يكترث لأحد فينغمس بالباطل ويبني عليه في انغماسه خوفا على ضياع ما بناه بالتزوير والتدليس والتضليل حتى يصل إلى نهاية الحبل فينسلخ من مبادئه ويستحل الحرام والسحت.
وفي الحديث الشريف ان الرجل يؤتى يوم القيامة فيسأل لم تعلمت العلم؟ فيقول: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، رواه مسلم.@abdulrahman_aljasser