إن رؤيتنا للأشياء من حولنا تختلف باختلاف الثقافة والبيئة واللغة وغيرها من عوامل نعرفها واخرى لا نعرفها، تختلف الأوصاف والتسميات حتى التصنيفات كلها تختلف، نحن أيضا نختلف على وجود الاختلاف أصلا!!
لكن هل الناس أغبياء أم أذكياء؟
نحن لا نسمح بأن نختلف مع أنفسنا في اتخاذ جل القرارات الدقيقة في حياتنا اليومية من قرارنا الأول بالنهوض من الفراش إلى قرار الدخول إليه من جديد، وكل قرار بين هذين القرارين من حركة وسكون لا نسمح لأحد بأن يختلف معنا فيه، لأنها قرارات تعنينا ولأنها خارج محور المشاركة خارج حدود كل الناس إلا حدود ذاتك.
إن الجلوس على كرسي في حديقة يعني مشاركة الناس في الاستمتاع بأجوائها، ولو جلس بجانبك شخص على نفس الكرسي لأصبح مشاركا لك فيما جلست عليه فلو تحدث إليك عن روعة الأجواء فقد شاركك بالثلاث، جمال الحديقة وراحة الجلوس ومشاعره الصادقة.
إن الغاية من مقالي اليوم هي توضيح معنى الذكاء والغباء عند الناس، وهل حقا هناك أغبياء بيننا؟
إن الأذكياء هم مجرد أشخاص أحسنوا التعبير عن مشاعرهم بشتى الفنون وأجادوا التصرف بالمواقف العصيبة، وحين يعملون نادرا ما يخطئون لا لأنهم «أذكياء» بل لحسن تدبيرهم وتحضيرهم واستعدادهم لما هم مقدمون عليه، في الحقيقة لا أغبياء بيننا لأنهم مجرد أشخاص لم يلحظوا ما لاحظ الأذكياء ولم يحصلوا على فرصة الشرح والفهم والتعلم، إن إحدى أهم مرادفات كلمة «غباء» في اللغة هي الجهل، وأول جهلنا هو تصنيف الناس بالغباء والذكاء وإن من فطنة الإنسان، حسن تسمية ما حوله، فأرجوكم لا توبخوا أطفالكم بكلمة «غبي» إن أخطأوا لجهلهم، لأننا نحن جميعا أغبيا نجهل كذلك ونخطئ.
فرؤيتنا للأشياء من حولنا تختلف، وتعبيرنا عن مشاعرنا يتغير وقراراتنا التي لا نشارك بها أحدا لا يعلمها إلا الله سبحانه.
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) الإسراء 85.
@abdulrahman_aljasser