جادت قريحة الشاعر عبدالرزاق محمد صالح العــدساني بأبيات شـعــرية جميلة تحاكــي الــواقع مــن تناقضات أخذت طريقـهــا إلى النـور عبــر «الأنبــاء» بحلو الشطر والمعنى وعذب الكلمــات، يقول أبو إبراهيم:
الا أن بِلالٌ من بلالِ
وفي فجر الصِبا يحلو الحلالي
وعذبُهُ حرهُ يحلو نداهُ
وإن عذبُهُ عذبُ الحلالي
نريدُ لهُ التطلعَ كلَ صُبحٍ
وحينَ المساء يعلو الدلالي
وتنفي أيُ ذكرى في حياةٍ
لها فيهِ التطلع لا يُبالي
فمنهم لم يلد لهُ وليداً
ومنهم من ذريتهُ كالتلالي
وكلٌ يفخرُ الأقوامُ فيهِ
كفخرِ الليالي بالهلالي
وليس له عميلٌ مكفهرٌ
وإن الحربَ تحلو بالرجالي
وآخرُ ليس لهُ نصيبٌ
ولدٌ مُحبٌ يلاعبُه الآمالي
فيا دنيا كُلُ ما فيها عجيبٌ
فذاكَ الرزق من ركبِ النوالي
وكلٌّ عندهُ للّه ذكرى
عدا الكفارَ منهم من يغالي
ومعذرةً إذا ما بالمطايا
تهز الرأس فيه كالظلالي
بصحراءٍ تلوكُ الرملَ لوكاً
وتحصرُ طينها كحب الرِمالي
بني آدم لا يسعى إليهِ
ويرفضُ أنهُ للدارِ والي
فمهلاً أنه للحق ذكرى
ومهلاً أنهُ رمزُ الحلالي
والأربعين من السنين الكُلُّ موتى
ويبقى وجه ربك ذو الجلالي