يا عوينتي «عبدالسلام» كنت تقولينها لي عند كل لقاءاتي معك!!
يا عوينتي يا خالتي، يا عمتي، يا أميمتي «دلال فهد الماجد» عوينتك يا الغالية امتلأت دموعا حارقة على رحيلك، ونحن نواريك ثرى تراب ارضك الطاهرة، قبل ثلاثة ايام مضت.
كيف لعوينتي اليوم ان تفرح؟ وأنا لا استطيع ان اكحلها برؤيتك، وكيف لي اليوم ان اكتب عنك لتفرحي بكتابتي كما كنت في عهدك السابق وانت على قيد الحياة، ايتها الراحلة الغالية.
في اليوم الثالث من رحيلك، استطعت ان اجمع كل قواي لأكتب عنك، بعد ان عجز قلمي عن التعبير بما تستحقين من كتابة في الايام الماضية.
اتذكر يا عوينتي، كتابتي عنك وبعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغادر، وعلى الصفحة الاخيرة وبصفحة كاملة في جريدة «القبس»، خصصت لك حيزا كبيرا، تحت عنوان «خالتي دلال» اخذتك كمثال للمرأة الكويتية الصامدة بعنفوانها وشموخها وقوتها وقدرتها على تخطي الصعاب والمحن، وعندما اتيت بها اليك وقرأتها عليك، فرحتِ كثيرا وقلت لي كل هذا الكلام الجميل عني؟! فقلت لك: كل هذا يا خالتي قليل بحقك، فاحتضنتيني بحضنك الدافئ، تماما كما كانت تفعل امي الحقيقية، رحمكما الله.
في أيام الاحتلال البغيض، كنت قريبة مني ومن اسرتي الصغيرة، بالمسكن وبالاحتضان، وبالمشاعر الصادقة، فتحت لنا قلبك وصدرك وبيتك وكل ما تملكينه من عطاءات، واتذكر ايضا كيف كنت مع زوجتي ام احمد، تخبزان لنا خبزا في كل مساء، وكيف كنت تضعين في بعضها السكر والزيت وتلفينها بعناية وتقدمينها لأطفالي الصغار، كنوع من الحلوى، وهم المحرومون منها في ذلك الوقت العصيب، فيلتهمونها نهما وهم مسرورون، وعندما قال لك ابني احمد، خالتي طبخك لذيذ، لم تخيبي ظنه، وصرت في كل يوم تتفننين بطبخك، وتصنعين طعاما لذيذا بالموجود، من دون لحوم او اسماك او خضراوات، لأنها اشياء كانت معدومة في الاسواق ولا وجود لها، الا نادرا، فيفرحون الاطفال ويشكرونك ويدعون لك بطول العمر.
أتذكرك في كل لحظاتك، قبل الغزو الغاشم، وأثناءه، وبعده، وانت كنت بالنسبة لنا وكل اسرتك واهلك ومحبيك، ايقونة الفرح والسعادة، ورمز القوة والبقاء، واعتبار منشود لكل شيء جميل ومطلوب.
وانا لن انسى، كيف كنت تمدينني بالقوة وبالعطاء المطلوب، كنت عونا لي وللجميع، والجميع اليوم لا عون لهم إلا الله سبحانه.
رحلتي يا عوينتي «أم خزنة»، وتركت وراءك خزنة بجمالها وقيمتها وكل محبيك الذين يبكون على رحيلك، ويفرحون على ذكر اسمك ومناقبك الجميلة.. يا عوينتي..!!
abdul salam.maqbul@