مواطن كويتي يبلغ من العمر 60 عاما مدمن على المخدرات، عاطل، سجين سابق، يقطن في احدى مناطق محافظة مبارك الكبير، جعل من حديقة منزله وفنائه الداخلي أرضا خصبة لزراعة الماريغوانا ـ وهي نوع من الحشيش ـ بمساحة 250 مترا ويبلغ انتاجه في هذه المزرعة نحو 450 شتلة، وعشرات الأكياس تحتوي على نحو 8000 بذرة من الماريغوانا، وفي حوش المنزل صنع حدائق معلقة من أشجار الماريغوانا المجففة تم تعليقها على حوائط المنزل، بالإضافة الى حوض كبير يحتوي على كميات من أوراق الماريغوانا تم قطفها وتجفيفها وتجهيزها لتسويقها.
والمتهم يمارس نشاطه هذا منذ 4 سنوات حيث يقوم في شهر اكتوبر من كل عام بزراعة الماريغوانا ثم ينتظر حصادها في شهر مارس ليتسنى له تجفيفها ثم تسويقها في الكويت.
هذا فحوى الخبر الذي نشرته الصحف الكويتية الأسبوع الماضي مما جعل هذا الحدث حديث الساعة، وتناولته الصحف بشيء من التفصيل.
ولنا أن نتساءل كمواطنين هل هذه المشكلة تعدت حدود المشكلة وانتقلت لتصبح تحديا لهذا البلد وشعبه ومقدراته يقودها بعض السفهاء والمتعاطين للمخدرات والمتهالكين أم الأمر أكبر وأعقد من ذلك؟
ولم يدفعني الفضول لطرح مثل هذه التساؤلات انما الدافع هو حبي وخوفي على بلدي وعلى كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة؟
فالموضوع أكبر وأكبر من ان يكون ضبطية تحسب لصالح من قام بها أو لصالح وزارة الداخلية مع خالص شكري وتقديري لجهودهم الطيبة في هذه الضبطية ـ فالموضوع أكبر من ذلك وهذا ما دفعني للسؤال المذكور آنفا، فهذه محاولات جادة لنشر عادة المخدرات والإدمان والترويج لها في مجتمعنا الكويتي والتساؤل الخطير هو ـ لماذا هذه المحاولات؟ ولصالح من؟
وفي الحقيقة ان الكويت ودول الخليج العربي بالإضافة الى العراق مستهدفة من المافيا العالمية للمخدرات لكونها تشكل الحدود الجغرافية للخطوط العالمية للمخدرات والتي تبدأ من الدول المنتجة والمصدرة للمخدرات وهي دول الهلال الذهبي (أفغانستان ـ باكستان ـ إيران) مرورا بدول الخليج الى القارة الأوروبية وغيرها ـ وكون الكويت وجاراتها ايضا من دول العبور، لهذا تعمل المافيا للسيطرة عليها كخطوط توصيل من خلال التهريب الدولي ـ بل ان استراتيجيتها تجنح الى جعل هذه الدول دول انتاج وتصدير لقربها من خط التهريب الدولي الى اوروبا اكثر من دول الهلال الذهبي ولاستحداث مناطق انتاج جديدة أكثر أمانا من الدول المعروفة بالإنتاج وأكثرها موجود في قارة آسيا.
والآن في العراق تمت زراعة الحشيش المخدر في منطقة ديالى في العراق بدل الزراعات المثمرة التي عرفت بهذه المنطقة ونشر ذلك في بعض الصحف البريطانية عام 2009.
وحتى نواجه هذه المشكلة يجب ان تكون للكويت استراتيجية واضحة وهادفة ودقيقة لتشترك فيها جميع المؤسسات الحكومية من وزارات وغيرها ومن مؤسسات أهلية متخصصة في هذا الجانب.
فوضع سياسة وقائية وعلاجية قائمة بذاتها لها ميزانيتها وخططها وأدوات تنفيذها مطلب أساسي لمواجهة هذه المشكلة والقضاء عليها ما أمكن أو بأقل تقدير لتحجيمها حتى لا تكون ظاهرة يصعب السيطرة عليها أو تحييدها.
وللعلم ان هذه الضبطية على الرغم من انها أكبر ضبطية في الكويت إلا انها لم تكن المحاولة الأولى لزراعة المخدرات على أرضنا ففي شهر يونيو العام الماضي تم ضبط وافد أرمني الجنسية اتهم بزراعة شجرة الماريغوانا في حديقة منزل كفيله الذي يقطن في منطقة العدان بمحافظة مبارك الكبير، وكذلك ايضا تم ضبط مواطن يزرع في بيته بالجابرية منذ 3 أعوام البانغو والماريغوانا لاستعماله الشخصي.
ولعل زراعة هذه الآفة على أرضنا الكويت في بداياتها ونسأل الله ألا تستمر ولا ترى النور، والله يحفظ الكويت من كل من أراد بها وبشعبها مكروها، اللهم آمين.