عبدالوهاب الفهيد
لا أخفي اعجابي بما تقوم به الامانة العامة للاوقاف من انشطة تنموية هادفة، فالامانة اصبحت وجها حضاريا وثقافيا واجتماعيا رائدا في المجتمع الكويتي، ولا ابالغ اذا قلت وفي الوطن العربي.
فالامانة العامة للاوقاف تخطت دور المؤسسات الحكومية التقليدي في خط سيرها التنموي في المجتمع الكويتي وخارجه، ولا غرابة في ذلك اذ تنص المادة الثانية من المرسوم الاميري لإنشاء الامانة «تختص بالدعوة للوقف والقيام بكل ما يتعلق بشؤونه بما في ذلك ادارة امواله واستثمارها وصرف ريعها في حدود شروط الواقفين بما يحقق المقاصد الشرعية للوقف وتنمية المجتمع حضاريا وثقافيا واجتماعيا لتخفيف العبء عن المحتاجين في المجتمع».
وظلت الامانة منذ نشأتها وهي تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة في المساهمة في تنمية المجتمع وتنطلق من رؤية واضحة وريادية في تنمية الوقف والمحافظة عليه مراعية في ذلك المقاصد الشرعية في الصرف من خلال بناء مؤسسي متطور، ومتواصل مع جميع المؤسسات الرسمية والشعبية في تحقيق دعم المجتمع.
وقد تعجب كيف حققت الامانة تلك المشاريع الاجتماعية والثقافية والاعلامية بين اقامة مشروع ودعم لمشاريع تحقق اهدافها؟
والحقيقة اننا لو رجعنا الى تصريحات الامين العام للامانة د.عمر عبدالغفار الشريف لبطل العجب، فالامانة تسير على خطين متوازيين في تنمية الاموال الوقفية العقارية والمالية كما صرح هو بذلك.
وهذا يعني ان الامانة تقوم بتنمية الاموال الوقفية المختصة بالعقارات واستثمارها بما يشمل ازالة المباني القائمة القديمة واعادة بنائها وتنميتها لتحقيق الاستثمار الامثل لها، والثانية تعمل على رعاية وادارة الاموال والممتلكات الوقفية والمحافظة عليها وتنميتها، وذلك بالاستثمار الامثل لها، وهذا الامر يحتاج الى قوة ادارية جبارة ومتطورة حتى يتسنى لها ان تدير هذا الكم من العقار والاموال بضوابطها الشرعية والرقابية، ولذا عُرف عن الامانة العامة للاوقاف انها تعتمد على اسلوب الادارة الحديثة في ادارتها لشؤون الوقف والتي تقوم على الرقابة الداخلية، ونوعية الاداء وجودة الكفاءة.
وقد نجحت تلك الادارة المتميزة في مسيرتها الوقفية منذ عام 1993 حتى هذا الوقت الراهن، بدليل اقامة الملتقى الوقفي الـ 14 للامانة تحت شعار «لكم يا شباب» بما يعكس اهتمام الامانة بعنصر الشباب كطاقات متجددة في العمل على بناء مجتمعنا بجهودهم وهم يعتبرون رأسمال المجتمع، فاحياء دورهم احياء لدور مجتمعنا ودعمه، من هنا جاء دور هذه المؤسسة الرائدة لتقود المسيرة لتنمية بلدنا الحبيب والذي يستحق منا كل جهد وعطاء متواصل.
فحياة المجتمع بحياة اهله، ورفعة المجتمع برفعة اهله.