عبدالوهاب الفهيد
معضلة جديدة أو معادلة جديدة، لكن النتيجة واحدة، فالمعادلة تقول: محطة مشرف للصرف الصحي + إيران والعراق يرميان مخلفاتهما في الخليج العربي + إنفلونزا الخنازير والعام الدراسي الجديد = انهيار بيئي كارثي خطير.
اعتاد المجتمع الكويتي على الأزمات والتي قد تأتي جملة واحدة، أو تأتي أحيانا تترا يتبع بعضها بعضا، فما كدنا نأخذ بعض أنفاسنا المتلاحقة من استيعاب كارثة محطة مشرف الصحي، حتى جاءتنا مشكلة انفلونزا الخنازير في مدارسنا في بداية العام الجديد خاصة انه وجدت بعض الحالات التي ذعر منها المجتمع الكويتي.
وفي هذه الأثناء جاء كابوس جديد بكارثة جديدة أو بتعزيز كارثة التلوث البحري البيئي التي تسببت فيه محطة مشرف، وهذه المشكلة الجديدة تتمثل في إلقاء إيران والعراق بمخلفاتهما في مياه الخليج العربي ليزداد الطين بلة.ومازلنا نسمع ونقرأ التصريحات للمسؤولين يطمئنون الشعب الكويتي بحياة طيبة وعيش رغيد، وصحة جيدة، وعمر مديد، ناهيك عن بعض الاستفزازات التي يطالعنا بها بعض المسؤولين بين الحين والآخر، ومن هذه التصريحات الاستفزازية، تلك التي صدرت من أحد المسؤولين في الهيئة العامة للبيئة يدعو فيها الى التزام الشفافية والصراحة وعدم تهويل الأمر، وترويع المواطنين.
أي ترويع للمواطنين من هذه الكارثة الوبائية الخطيرة على الشعب الكويتي وصحته، وأي تهويل للأمر ومازالت مشكلة محطة مشرف لم يتم إصلاحها بينما يتقاذف المسؤولون بين وزارة الأشغال والمقاول كل يلقي بما حدث في ملعب الآخر حتى كادت تلقي هذه المشكلة بظلالها على محطات أخرى مثل محطة العارضية والتي تسرب منها كميات من مياه المجاري بعد ارتفاع منسوب تلك المياه غير المعالجة لتتكرر الكارثة مرة أخرى ولكن الله سلم.
أما مشكلة انفلونزا الخنازير في مدارسنا، فبين تخوف المواطنين من أن يباشر أبناؤهم الدوام الدراسي للعام الدراسي الجديد دون أي اجراءات احترازية ضد وقوع حالات الانفلونزا بين أبنائنا الذين باتوا ضحايا مواقف وزارة التربية إزاء هذه الأزمة.
ويبدو أن الأمر صار بالنسبة للتربية تجريب بعض عينات من طلبتنا بصورة تدريجية الثانوية أولا، ثم المتوسط، ثم الابتدائي، ثم رياض الأطفال.
فإذا مرّ الأمر بخير فقد ظفرنا بحلول ترقيعية ترقى الى حل مشكلة الإنفلونزا في مدارسنا، وعلى العموم فإن المنهج التجريبي ولأول مرة تعتمده وزارة التربية في التعامل مع الأزمات فقد ينفع الآن بالذات.
كما لا نبتعد في حلولنا الترقيعية في النظر الى مشكلة التلوث البيئي كثيرا عن تلك التي قدمتها وزارة التربية بشأن أبنائنا.
والله يستر من الجاي.. ولا عزاء للمواطن