زمان كان التلفزيون هو اكثر مصادر التسلية والمسلسلات الأسبوعية، وكانت التسلية الأسبوعية مع أفلام السهرة الممتعة، وكانت الصحف والمجلات هي التي تمدنا بكل ما نحتاج إلى معرفته.
زمان ما كان عندنا «واتساب» أنا وصديقاتي في المدرسة وبدلا من ذلك كنا نتبادل أحيانا قصاصات الورق ونكتب عليها لبعضنا بعضا او على صفحات الكتاب والدفتر فكان الأمر أشبه بالمغامرة لأن المعلمة إن قامت بإمساكنا فستعاقبنا.
كانت العائلة في زمن «الأونلاين» حريصة على التجمع حول مائدة الطعام وتجاذب أطراف الحديث عن الأحداث اليومية والمدرسة والعائلة بدلا من التحديق طوال الوقت في شاشات الهواتف النقالة، والاستمتاع بالطعام والتجمع العائلي.
اذكر حين كنا نشعر بالملل كنا نطلق العنان لخيالنا برفقة أحلام اليقظة، أو تصفح مفكرة الأسماء والبحث في أرقام أحبتي لنقضي بعض الوقت عبر الهاتف، أو كنا نستأجر او نشتري من احد محلات الفيديو فيلما لمشاهدته في نهاية الأسبوع وأيام العطلات.
كانت حياتنا «أونلاين» كان من المهم عندما نتكلم مع الأشخاص نتواصل معهم بصريا بدلا من الالتهاء بتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي باعدت بين البشر اجتماعيا، والكل أصيب بلعنة عدم التركيز.
دائما أتساءل كيف كانت الحياة طبيعية قبل وجود الإنترنت أو مواقع التواصل، هل كانت علاقاتنا حقيقية «واقعية» أم أكثر كثافة وأهمية؟ هل كنا أكثر اكتفاء بذاتنا؟
في لحظة تم الضغط على الزر وأصبحت حياتنا «أوفلاين»، فجأة انقطع التواصل بين مئات ملايين البشر حول العالم، وكأنها نهاية الزمان.
مع الأسف صنع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لمدمنيه عالما افتراضيا غير واقعي فأوجد نماذج لأفراد يمتلكون بدل الشخصية شخصيتين مقرهما «البروفايل» لا مسمى لها على ارض الواقع، يعيش الواحد في هذا العالم طوال الوقت حتى يتخيل انه الواقع، وأنهم يحققون ذواتهم من خلاله، مواقع امتلكت حياة البشر وأخمدت الحيوية في كثير من الناس.
براءة الحياة وبساطتها وطبيعتها غابت وتم فقدها، وأصبح الجميع مدمني إنترنت وحياتهم بضغطة زر «أوفلاين» مقطوعة عن الخدمة. نحن بحاجة أن نعيش الحياة دون أن نشعر بأن هناك آلية تبرمجها، او زرا يتم الضغط عليه لتصبح به حياتنا «أونلاين» او «أوفلاين».
ما حدث من انقطاع للإنترنت ومواقع (الفيسبوك، الواتساب، والإنستغرام) ولساعات أصبحت فيه الحياة «أوفلاين»، كان فيها نوع من الارتباك والخوف على باقي المواقع، وماذا سيحث بعد؟!
ساعات عشنا فيها حالة من النوستالجي والحنين للحياة البسيطة، فيها من الأمان والسلام والرضا، حياة نحن من نملك حق الضغط على زر التشغيل!
ساعات كان العالم بوضع محزن، كشفت حياتنا وكيف نفكر، ساعات شعر العالم فيها بالرجوع 25- 30 عاما، ساعات كشفت عن أن الكل أصبح مدمن إنترنت، والحياة باتت «أوفلاين» ومفصولة عن الخدمة.
عز الكلام: التواصل مع الناس مهم، لكن معرفة نفسي والتواصل معها اهم في الوقت الحاضر.
كن انت من تقود هذا العالم الافتراضي، استرد نفسك وتحرر من عبودية هذا العالم غير الواقعي، استرد نفسك وحقق ذاتك، استرجع حديثك مع نفسك والاستمتاع بالاستماع إلى الصوت الداخلي.
[email protected]
Nesaimallewan@