كويت خضراء تعني الإنسان في المقام الأول، مدينة مستدامة تتضافر فيها مقومات التنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية، المباني والمساكن اليوم تخزن الحرارة أثناء النهار سواء في الأرض أو في جدران المباني التي تزيد من درجات الحرارة، أما النباتات أو الأشجار فإنها على العكس تمتص قدرا كبيرا من الإشعاع الشمسي أثناء النهار، التخضير وزيادة المساحات الخضراء تقوم بغسيل وتنظيف الهواء من الملوثات الغازية والصلبة في قطرات الماء الناتجة من عمليات النتح وسقوطها على الأرض.
حرصنا على كويت خضراء لما فيها من منافع جمالية ونفسية، فهي أولا تبعث الرغبة في التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة وتربي النفوس على حب الجمال بألوانه وأشكاله المختلفة، وثانيا تريح النفس لأنها تضيف روحا جديدة تبث فيها حياة البهجة والراحة النفسية. كما تبلور إنسانية المدن حيث الأبعاد الجمالية الحقيقية في المدينة هي التي تؤدي إلى تحسين نوعية الحياة بها، هذه الأبعاد التي تجعل المدينة مشجعة على الحياة والسكن والعمل والإنتاج، بل والإبداع والابتكار، كما أن هذه الأبعاد تقدم سياقا يحفز ثقافة التخيل والإلهام وتساعد الفئات المجتمعية المختلفة في تحفيز فكرهم الإبداعي وقدراتهم التجديدية.
فكرة تخضير وتشجير الكويت وحيويتها أمر يجعل واجهة الكويت واجهة جميلة، ويتطلب من الجميع أن يكون شريكا فيها، مسؤولية جماعية من أفراد أحبوا وارتبطوا بالمكان، مشروع قومي تشارك فيه كل الأطراف من الجهات التنفيذية والأفراد، ووضع الخطط والبرامج المستقبلية لزيادة الرقعة الخضراء، وتطوير الإدارات المسؤولة عن الحدائق العامة للعمل على التوسع في زراعة الأشجار للطرق والشوارع والأحزمة الخضراء المحيطة بالمحافظات والمناطق وزراعتها بنباتات البيئة المحلية الملائمة.
علينا جميعا ان نعمل على أن تكون الكويت خضراء مليئة بأشجار النخيل والأشجار المثمرة وغير المثمرة، وأن نشجع الزراعة في المنازل وفي الأحياء والمناطق والمحافظات ونقيم المسابقات لأجمل الحدائق بين الأحياء والمحافظات حتى لا يصبح هناك منزل يخلو من الأشجار والنخيل الجميلة.
نحلم ونسعى بكلماتنا إلى كويت خضراء مدينة جميلة تضاهي بجمالها مدنا عالمية وعربية جميلة وخضراء، تخاطب الإنسان وتقدم له تجربة حياة جميلة وممتعة ومثيرة ومحفزة ترسخ في ذكرياته وتخاطب عقله ومشاعره وحواسه، وتسعى الى محاولة الاقتراب من آيات الجمال. ولذلك ينتمي إليها سكانها عظيم الانتماء ويتحملون مسؤولية جماعية في الحفاظ عليها وصونها وتطويرها لأنها بكل بساطة مدينتهم الجميلة المبهجة التي يسعدون بوجودهم في فضاءاتها.. ما الذي يمنع يا حكومة؟!
حب الطبيعة واحترام البيئة والنظام البيئي حاجة ملحة حيث الأثر النفسي الرائع لحياتنا في بيئة خضراء ودرجات حرارة لطيفة في ظلال الأشجار تتسلل معها نسايم باردة على قلوبنا ما يحقق أفضل الأثر النفسي الإيجابي علينا وعلى مجتمعنا وعلى أسرنا وأبنائنا لنحيا ونعمل وننتج معا في مجتمع صحي يمثل اللبنة الأساسية لوطننا الحبيب، وتبعث السعادة في قلوب الناس.
البيئة الخضراء مفيدة للعقل والجسد والروح.. تربي قلوب خضراء رقيقه رايقة حساسة مسالمة ذواقة للجمال خالية من العنف والكراهية والتعصب والقبح وتقضي على تصحر القلوب.
من هنا تأتي ضرورة دعم المشاريع والأفكار التي تسهم في الحفاظ على البيئة وزيادة المسطحات الخضراء، كما يجب العمل بكل طموح وإرادة على أن تكون الكويت خضراء، هذا ما تستحقه لأنه يشبهها وينسجم مع واقعها كبلد السلام والتسامح، وصناعة بيئة إنسانية تنموية نقية ودائمة، تقضي على القتامة والجفاف، تصنع الطاقة الإنسانية المتجددة. عز الكلام: اللهم امنح حكومتنا عشق الزراعة والتخضير، وزراعة الورود والأشجار، وتجميل الشوارع والمحافظات وكل شبر من الكويت، والاهتمام بالأشجار وكراهية الغبار والتلوث، والقبح، واجعل الكويت مروجا خضراء..
اللهم آمين.
[email protected]
Nesaimallewan@