لم تكن الفوضى يوما تبنى بها دول، أو شعارا لأمة نهضت وقادت الحضارة والتقدم، فالله وهبنا عقلا نفكر به ونعي ونستشرف المستقبل. من يريد أن يساهم في النهوض بوطنه وشعبه عليه أن يبدأ بإصلاح نفسه والارتقاء بها، فتغيير الأوضاع يبدأ بتغيير النفوس والعقول التي أصابها!
الفارق بينا وبين الآخرين الذين نتغزل فيهم إنهم أناس أحبوا وأخلصوا لبلدانهم وسعوا في إعمارها ولا يبحثون فيما بينهم عن أسباب للشقاق والخلاف وكل ما يهمهم هو حبهم لبلدانهم وسلامتها وإظهارها بأجمل ما تراه أعين الشعوب الأخرى وكما رأتها عيوننا وأبهرتنا.
بينما نحن كل تركيزنا على صراعات سياسية، ومصالح فردية، وتعصب، وفزعة قبلية، وانتماءات سياسية، ومحاربة الآخر المختلف بأفكار سلطوية إقصائية وغير ذلك من الأمور التي تجعلنا في سباق مع الزمن للهو في هذه الأمور عن تطوير بلدنا في حين أنهم يسابقون الزمن لتطوير بلدانهم وهذا يؤكد حقيقة.. الأوطان بأهلها!
المواطنة والشراكة في الوطن تترجم إلى إيجابية عند تغليب المصلحة الوطنية والعمل بكل جهد بما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين، والمساهمة في بناء وتحديث وتطوير مؤسسات المجتمع المدني الإعلامية والمهنية والحقوقية والرقابية والفكرية والثقافية والبحثية والعلمية والاجتماعية والشبابية والرياضية والخدمية والتنموية وكل ما يحتاجه المجتمع من مؤسسات غير حكومية لتوعية وتفعيل وخدمة أكبر عدد من المواطنين في مختلف المجالات والدفع باتجاه الانفتاح وتغليب المصلحة الوطنية وزيادة الوعي.
اجعلوا من العمل السياسي والعمل العام تفانيا في خدمة الوطن والشعب وتنافسا في الإنجازات وليس تنابزا بالألقاب، فالمسؤولية تكليف من مجتمع قوي ويقظ قادر على تحصين الحياة السياسية، لا يفتح إذنه لكل متربص يزيف الحقائق ويشوهها، ويجعل من الخداع والمراوغة أسلوب حياة، فمن يهدم لا يبني!
الأوطان القوية تبنى رغم قلة مواردها، لكنها لا تبنى بجهل مجتمع لا طموح له ولا معرفة، لكونه جزءا من هذا الوطن وبعلمه ومعرفته وبناء شخصيته، حيث يعتمد بناء الوطن على بنائه البناء الصحيح.
هذا الوطن الذي قدم لنا الكثير والكثير يجب علينا الحفاظ عليه وصون مكتسباته، فهو إرث أبنائنا، وعليه يجب علينا التلاحم والتكاتف والحفاظ على أمنه واستقراره، وتقديم الولاء والطاعة لولاة أمورنا، والتماسك لتحقيق المزيد من التقدم والرفعة لهذا الوطن، فإذا ضاع الأمن ضاع الأمان، إذا ضاع الأمان ضاعت الأوطان وإذا ضاعت الأوطان لن يسد حاجتك شيء أبدا.. فالأوطان لا تستبدل!
لماذا نكون مثلهم ونحن لسنا مثلهم!
كيف نقبل أن نكون مرايا تعكس للبذيء بذاءته؟!
نحن بشر ذوو عقل نعكس الجمال جمالا، والبذاءة أيضا نعكسها جمالا، لأننا نصدر عن أنفسنا ولا نقبل أن نكون ردة فعل لما نلاقي.
التحضر أن نكون كبارا في الخصومة لأن ذلك هو دليل الترقي والإيمان والعلو الإنساني.
المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، بمقولته «تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت وان تولت فبالأشرار تنقاد».
وكأنها لهذا اليوم الذي نحن نعيشه بالكويت!
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
٭ عز الكلام: تحية لكل عاقل.. ودعوة لمعرفة حقيقة فكر من يقودون التيار في المجتمع.
[email protected]