العمل التطوعي خدمة يقوم به أفراد آمنوا بأهمية تقديم خدمة مجتمعية لا تهدف إلى الربح لإيمانهم بأن لكل فرد في المجتمع دورا يقوم به، ومنهم من شكل فرقا تطوعية لمساعدة الناس من دون مقابل، ومن تلك الفرق فريق الإسناد والإنقاذ الكويتي الذي يترأسه الأخ طلال غصاب الزمانان الذي تعرفت عليه مصادفة، حيث كان نعم المعين بعد الله عز وجل.
عندما كنا في نزهة عائلية برية شمال الكويت خاصة في هذه الأجواء البديعة والتي يحلو معها الخروج إلى الفلاة، وحدث أثناء السير بطريق رملية (غرزت) سيارتنا واقترب وقت الغروب، وإذ بسيارة جوالة تقف بجوارنا وبكل أدب واحترام يقدم خدماته لإخراج السيارة وقام بإجراء اللازم بما لديه من معدات، ولفت نظري اسم مكتوب على السيارة (فريق الإسناد والإنقاذ الكويتي) وسمعت عنه سابقا لكن لم أتوقع أن يكون بهذه الخدمة في الصحراء يجول لإنقاذ شخص مكروب.
ومن باب المعرفة بالشيء تجاذبت أطراف الحديث معه بصورة سريعة من دون أن يفصح عن اسمه إلا بعد إلحاح مني، فعرف نفسه بأبي يوسف (طلال الزمانان) رئيس الفريق الذي شرح بصورة وجيزة ردا على أسئلتي أهداف الفريق ومجالات العمل التطوعي الذي يقومون به والذي لا يقتصر على الإنقاذ في البر بل يتعداه إلى البحر أيضا، ليس هذا فحسب بل تعدى الأمر إلى الأسر المتعففة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، شارحا أن هناك متطوعين ومتطوعات لكل مجال هم فرق العمل، فريق للنساء وآخر للرجال، واستأذنت منه أن أكتب عنه وعن فريق العمل لما يقدمونه من عمل متميز وجهد يشكر عليه. بعد ذلك اتجه إلى مهمة إنقاذ أخرى في المنطقة ذاتها.
كانت تلك أول تجربة شعرت فيها بأن هناك جنودا مجهولين يستحقون كل الدعم المادي والمعنوي يقومون بعملهم بعيدا عن الأضواء لكن نظرا لأفعالهم وما يقومون به وجب علينا أن نذكر ذلك الجهد عرفانا وتقديرا لهم.
[email protected]