يحتفل العالم الإسلامي بمناسبة مولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هذه المناسبة التي نستذكر بها السيرة العطرة لنبي الرحمة وخاتم الأنبياء منذ ولادته إلى أن حمل عبء رسالة السماء وما فيها من عبر وتحمُّل المسؤولية.
ولنا في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم المثل العليا المتمثلة في الأمانة والصدق والصبر والجد والتواضع والتسامح والتغاضي وحسن الاستماع.
وألا يتمثل الاحتفال فقط بكلمات ومناسبة حالها كأي مناسبة، بل بالعمل على تطبيق السنة النبوية والالتزام بما جاء فيها من أفعال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم التي تعتبر منهاجا لكل مسلم في حياته اليومية.
إن هذا الاحتفال السنوي لمولد سيد البشرية يجب أن يكون فرصة دورية حقيقية لمراجعة النفس المسلمة التي عمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على تهذيبها في كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية وأسلوب التفاوض وتتلمذ على يديه الصحابة الأخيار الذين حملوا الأمانة من بعده مستهدين بتعاليمه ونشروا الدين الإسلامي في أصقاع المعمورة.
كما حرصت السيرة النبوية على الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وهي أساس الاستقرار المجتمعي وتحديد الواجبات والحقوق بينهم كما ارتقت بحقوق الإنسان وتحريره من الرق والعبودية والمساواة بين الأفراد لا فرق بينهم إلا بالتقوى فما أحوجنا نحن الآن أن ننظر إلى جوانب حياتنا ومدى الالتزام بالهدي النبوي الشريف لكي نرتقي ونصل إلى ما نصبو إليه في حياتنا، حتى يكون احتفالنا استذكارا للسيرة النبوية الشريفة، وليس مجرد احتفال بروتوكولي!
[email protected]