بداية، نقول الحمد لله على سلامة الشيخ مشعل الجراح الصباح من حادث الدهس الذي تعرض له مؤخرا وهروب السائق، قبل أن يلقى القبض عليه لاحقا، وقدر الله سبحانه ولطف.
ذلك السائق بتصرفه اللامسؤول بالهروب من موقع الحادث قوبل بموقف إنساني من الشيخ بوفواز بالعفو عنه وعدم تسجيل قضية عليه، ونتمنى أن يعي هذا السائق وغيره معنى العفو والالتزام بآداب المرور حتى وان وقع حادث لا يهرب.
عموما هذا الموقف ليس بغريب على شخصية الشيخ مشعل من تعامل معها وخاصة عند تقلده منصبه الحساس كمدير عام لأمن الدولة ببداية التسعينيات.
لقد كان مثال التواضع والحزم، وأنا شخصيا كانت لي عدة مواقف تتعلق بالعمل الأمني أولها عندما تقلد منصبه كمدير عام لأمن الدولة وكان من الواجب تقديم التهنئة له بصفتي مديرا للعلاقات العامة وعند دخولي عليه بادر فورا بالترحيب الحار بالقول تتذكر أيام الدراسة؟
تلك الكلمات أرجعتني 25 سنة إلى الوراء وكانت تلك هي المرة الأولى التي التقي به منذ افترقنا من مرحلة الدراسة المتوسطة بمدرسة الشعب المتوسطة أواخر الستينيات، ذلك الشعور الذي ينم على خلقه وتواضعه واستمر اللقاء اكثر من المعتاد.
وموضوع آخر أكثر أهمية كان الدور الملقى على أمن الدولة آنذاك كبيرا في مواجهه الأخطار نظرا للظروف المحيطة بالمنطقة وخاصة بعد الغزو العراقي الغاشم وما خلفه من أسلحة وذخائر كثيرة، وكان الشيخ مشعل على قدر المسؤولية في أداء مهامه، حيث تم اكتشاف اكبر مخزن للأسلحة والمتفجرات على مختلف أنواعها مخبأة بطريقة منظمة على مساحة شاسعة بإحدى المزارع بمنطقة الوفرة وتواجده بين الضباط والأفراد يوما كاملا وماطرا والتعامل المهني الراقي مع صاحب المزرعة، وعند نشر الخبر وفقا للإجراءات المعتادة لم تتم الإشارة إلى جهاز أمن الدولة فتقبل الأمر برحابة صدر ولم يرغب في الظهور الإعلامي للتكسب الشخصي وغيرها من القضايا الأمنية، واعتقد انه إلى الآن القلة القليلة تعرف ما قام به الشيخ مشعل من دور مهم ومميز في الحفاظ على أمن الكويت الداخلي.
هذا هو الشيخ مشعل الجراح بتواضعه وحزمه وإنسانيته بعكس الكثير من الأشخاص الذين اقل منزلة منه تأخذهم العزة بالإثم فتراهم يرفعون القضايا على من يتعرض لهم بالتغريد أو إبداء الرأي لأن الحقيقة أن من يقدر على العفو هو سلوك القوي، وهذا ما فعله بوفواز بطبعه الذي تتميز به شخصيته وليس تصنعا.
[email protected]