لا يختلف أحد على أن محيط الإنسان بما فيه من جمال وإيجابيات وسعادة، تقابله سلبيات ومنغصات نتيجة لما يتعرض له من مواقف قد تسبب له الضيق من حدث ما، والشعور بالغضب مما يؤدي به إلى الانفعال الذي ينعكس سلبا على سلوكه وصحته ومما قد يؤدي إلى ارتكاب أفعال مجرمة كالضرب أو القتل للأسف نتيجة لعدم التحكم في مشاعرة نتيجة نوبة الغضب.
نعم الكثير منا تعرض لمواقف في العمل والمنزل والأسواق وحتى في المستشفيات تؤدي إلى إثارة المشاعر مما يخرج به الفرد عن طوره بسببها. ولا شك أن مصاعب الحياة والتوتر يزيدان من الضغط والانفعال ولكن إن لم نتحكم في سلوكياتنا تجاه سلوكيات سلبية سيؤدي ذلك بلا شك إلى الانزلاق إلى ما هو أصعب وعندها لا ينفع الندم وذلك نتيجة لحالة عابرة من الغضب يمكن تفادي اغلبها بالاتزان أو إبلاغ المسؤول أو الجهة المعنية إذا كان الأمر يتعلق بالنظام العام.
ولكن أخذ الأمور باليد فهو عقاب لأنفسنا قبل الآخرين، حيث ينقلب المظلوم ظالما، والمجني عليه جانيا. أشير إلى ذلك نتيجة للعديد من الحوادث الحاصلة في المجتمع من اعتداء على موظفين أو أطباء أو رجال أمن أو مشاجرات بين المراهقين نتيجة لموقف يمكن تفاديه بالانسحاب أو بتقديم شكوى ولكن للأسف يكون الانفعال هو سيد الموقف وبالجدال والغضب يتطور الأمر لاعتداء. وفي تعاليم ديننا الحنيف وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رسالة في الحث على فضيلة عدم الغضب إلا أن يكون الغضب لله.
كما سئل حكيم عن تعريف الغضب؟ فقال هو عقاب نعاقب به أنفسنا بسبب خطأ ارتكبه شخص آخر!
إذن لماذا نعاقب انفسنا ونقع في المحظور؟! فما أحوجنا إلى تمالك النفس في أغلب المواقف الحياتية في المنزل وخارجه وأن نقيم سلوكنا ونتمالك أعصابنا على الرغم من صعوبة بعض المواقف ولكن تدريب النفس على ذلك سيؤدي لا محالة إلى تهذيب النفس، والاستمتاع بالجوانب الإيجابية الجميلة من حولنا والتي تضفي السعادة والابتهاج على النفس، وألا نعطي بالا لصغائر الأمور، وهنا يأتي دور «الإعلام» و«التربية» و«الأوقاف» في التوعية من خلال غرس قيم التسامح ونبذ الانفعال والغضب، والالتزام بالقانون وان تكون رسالة يومية لتهذيب النفوس.
[email protected]