لا شك أن وجود التكنولوجيا في أي مجال يكون في حسن استخدامها للغرض الذي صنعت من أجله، ومنها الميكرفونات ومضخمات الصوت والسماعات وترديد الصدى، لكن للأسف ما إن تدخل أي مسجد حتى تجد الصوت العالي للميكرفونات أثناء رفع الأذان وصداه يصدح في جميع أرجاء المسجد وخارجه، والسؤال: إذا كنا نفهم الصوت الخارجي لحث الناس على معرفة دخول وقت الصلاة والدعوة لأدائها، فما سبب تشغيل السماعات الداخلية وبصوت عال داخل المسجد وكذلك عند إقامة الصلوات الجهرية؟!
للأسف غالبية مساجد الكويت من شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها تجد هذه الحالة فيها وعدد المصلين لا يتجاوز الصفين في اكثر الحالات والتي فعلا لا تستدعي وجود سماعات داخل المسجد مما يسبب إزعاجا ويفقد الخشوع في الصلاة، وعندما تتحدث مع الإمام أو المؤذن حول هذا الموضوع تجد الإجابة جاهزة بأنه لا إزعاج وهذا نوع من الخشوع!
أي خشوع هذا الذي يتألم منه المصلون حتى لوكان مصليا واحدا؟ ألا يجب النظر بعين الاعتبار للمسائل الصحية والضرر الناجم عن الصوت العالي الصادر من السماعات على المصلين، حيث ان هناك نسبة معينة يتحملها سمع الإنسان بحيث لا تتجاوزها من مقياس الديسيبل الخاص بقياس الصوت! فهل تعرف وزارة الأوقاف هذا المقياس وتقوم بمسح على كل المساجد مع مختصين فنيين من مهندسي الصوت لتحديد مستوى الصوت الصادر من السماعات داخل المساجد بحيث لا يضر المصلين وتضع حدا للممارسات الخطأ لاستخدام السماعات والميكرفونات! أم أن وزارة الأوقاف تريد نتيجة عدم تفهم غالبية أئمة المساجد بالاستخدام الصحيح للميكرفونات والسماعات أن تحرمنا من الصلوات الجهرية؟!
فيا أئمة ويا وزارة الأوقاف، ارحمونا يرحمكم الله، فهل نرى تحركا جادا لوقف هذه الممارسة السلبية؟ هذا ما نأمله.
[email protected]