أعتقد وغيري كثيرون أن أكثر شخص تعرض للنقد والهجوم والفجور في الخصومة والتعرض لشخصه من نشطاء سياسيين اومن بعض أعضاء مجلس الأمة السابقين هو سمو الشيخ ناصر المحمد، وإيمانا منه بأن الكويت أكبر من أي منصب أو شخص، آثر أن يترك منصب رئيس الوزراء في سابقة تسجل له مؤكدا أن المصلحة العامة أكبر وأجل من المصلحة الخاصة.
وعلى الرغم من ذلك لم يتغير سمو الشيخ ناصر بعاداته وابتسامته المعهودة لكل من يقابله ويصافحه يعرفه أو لا يعرفه وأداء واجباته وخاصة الاجتماعية بالتواصل مع أبناء الوطن من مختلف الأطياف ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، ولعل قيامه بتقديم واجب العزاء للنائب السابق وليد الطبطبائي في مصابه الجلل بوفاة والدته، رحمها الله، لأكبر دليل على تواضع سموه ونقاء سريرته وأن سموه لا يهمه سوى ترابط أهل الكويت وتماسكهم في السراء والضراء.
عندما أشير إلى ذلك ليس من باب المجاملة ولكن ليسمح لي سمو الشيخ ناصر المحمد لأن أشير إلى ما حدث معي شخصيا معه في الخرطوم أثناء زيارة رسمية لي إلى هناك، وتصادف وجود سموه في السودان، وفي بهو الفندق قدم موكب سموه، وكان آنذاك وزيرا لشؤون الديوان الأميري ومبعوثا من سمو الأمير، وما أن دخل الفندق حتى تقدمت للسلام عليه دون سابق معرفة شخصية معه، فرحب بي وتجاذب معي أطراف الحديث بتواضع شديد لفترة ليست بالقصيرة، في وجود سفير الكويت لدى الخرطوم آنذاك الأخ السفير فهد العوضي.
وقد بادرني سموه بالسؤال عن سبب وطبيعة الرحلة الجوية الطويلة وعن الزيارة فأجبته عما سأل، وذكرت أن الزيارة انتهت وأن المغادرة ستكون في اليوم التالي، فبادر بكل تواضع ليخبرني بأن عودتي ستكون معه في الطائرة الرسمية، وهذا ما حدث وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حرص سموه على كل كويتي سواء داخل البلاد أو خارجها وتقديم أي عون لهم وانه مسؤول عنهم.
أثناء رحلة العودة وبتواجد أعضاء الوفد المرافق لسموه آنذاك، كان الشيخ ناصر المحمد مثالا للتواضع والحرص على راحة المرافقين معه وأنا شخصيا.
هذا سمو الشيخ ناصر المحمد كما عرفته عن قرب لأول مرة منذ أكثر من 15 سنة، وما زال إلى الآن عند أي لقاء معه في أي مناسبة اجتماعية يتذكر ذلك اللقاء، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.
[email protected]