مع تسارع الإصابات بفيروس كورونا حول أنحاء العالم، وما تبع ذلك من إغلاق المجتمعات بصورة كاملة، اتخذت الكثير من الدول - في إطار أي احتمال لاستمرار الوباء لفترة أطول - مجموعة من الخطط الطارئة لكيفية عودة أنشطة الحياة وفق ضوابط محددة وصارمة، ولعل أهمها ما يتعلق بالتعليم.
ولا يخفى ان التعليم التقليدي يتطلب وجود الطالب في الفصل المدرسي. ونتيجة للشروط الصحية لمواجهة الوباء التي تتطلب التباعد الاجتماعي بين الناس، فان الطلبة أولى بهذا التباعد نتيجة اكتظاظ الفصول الدراسية بالطلبة لكونها بيئة خصبة لانتقال الفيروس، وعليه فإن وجود خطة تعليمية واضحة تشتمل على سيناريوهات متعددة صار أمرا ملحا ولا بد أن يكون جاهزا من الآن للعام الدراسي القادم حيث لا يمكن ان يستمر الطلبة دون ان يتلقوا العلم.
من هنا فإن الاستعداد لتطبيق التعليم الذكي أو ما يسمى التعليم عن بعد بات أمرا ملحا وضروريا خلال الفترة الأولى من العام الدراسي كمرحلة أولى للفصل الأول، ومن ثم تقييم الوضع الصحي للبلاد ومرحلة الخروج والتعافي من دائرة خطر الفيروس والتي تعتمد علي التدرج بفتح فصول المراحل الدراسية بنسبة لا تزيد على النصف بحيث يتم التحكم بأعداد الطلبة وتقليصهم بالفصل الواحد تحقيقا للتباعد الاجتماعي وأيضا المرحلة الثالثة تعتمد على دمج التعليم عن بعد مع التعليم التقليدي المباشر واعتباره أسلوبا تعليميا كأساس للخطط التعليمية لمرحلة ما بعد الجائحة والتعافي النهائي من فيروس كورونا بإذن الله.
إن وجود استراتيجية واضحة للتعليم من الآن يبعدنا عن التردد في اتخاذ القرار كما هو حاصل الآن فيما يتعلق بالعام الدراسي الذي لا نعرف مصيره نتيجة لغياب النظرة المستقبلية على الرغم من وضوح الواقع المتمثل في الإغلاق الكامل للمجتمع نتيجة وجود الجائحة، حفظنا الله جميعا منها، ولكي تعود الحياة أفضل بإذن الله.
[email protected]