الخبر السياسي على الساحة الدولية حاليا يتعلق باتفاقية السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وما صاحب ذلك للأسف من ردود خرجت عن حرية الرأي وتميزت بالانفعال والسلبية، خاصة من قلة قليلة في الوطن العربي وللأسف من الكويت أيضا.
ولا يخفى أن أساس العلاقات بين الدول يقوم على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول، وأن ما قامت به الشقيقة دولة الإمارات لا يخرج عن إطارها السيادي وقادتها أعلم بمصلحة دولتهم وشعبهم.
كما أن ما قامت به ليس بجديد على الساحة العربية أو الإسلامية، حيث سبقتها دول عربية وإسلامية عديدة وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية أصحاب الأرض والقضية، وهم المعنيون بذلك التطبيع سواء بإقامة علاقات ديبلوماسية أو تبادل الزيارات الرسمية أو تعاون أمني واقتصادي.
والمستغرب للأسف أن تقوم السلطة الفلسطينية بسحب سفيرها من أبوظبي دون أي بُعد سياسي أو نظرة ثاقبة للعمل السياسي ولعمق العلاقات، والأقسى من ذلك قيام الفلسطينيين بحرق صور الشيخ محمد بن زايد والعلم الإماراتي دون أي تقدير لموقف الجالية الفلسطينية المتواجدة في الإمارات وانها مجرد ردة فعل غاضبة غير موزونة.
أقول ذلك ليس من منطلق الدفاع عن دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن من باب المنطق السياسي القائم على سيادة الدولة، وفي هذا السياق فإن ردود الفعل في الساحة الكويتية للأسف أخذت منحى أكبر من أصحاب القضية انفسهم.
نعم، إن موقف الكويت السياسي واضح من عدم التطبيع مع إسرائيل ووقوفها مع الشعب الفلسطيني وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية حتى مع قيام السلطة الفلسطينية ممثلة بياسر عرفات بتوقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية في كامب ديفيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين، وما قام به رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس بتوقيع اتفاقية أوسلو على اعتبار ذلك قرارا فلسطينيا هم أدرى بمصلحتهم، واستمرت في دعم الشعب الفلسطيني، وكذلك السلطة الفلسطينية التي رأت في الموقف الفلسطيني خطوة في تحقيق حلم الدولة الفلسطينية مع الاحتفاظ بثوابت المقاطعة وعدم التطبيع مع إسرائيل.
إن مصلحة الكويت عبر أصحاب الرأي والسياسيين أن تكون هي الأساس وعدم الخوض في سياسة دولة ذات سيادة تربطنا معها روابط متينة وجزء لا يتجزأ من من منطقتنا الخليجية في موضوع لا يمس مصلحة الكويت بصفة مباشرة أو غير مباشرة! فهل نضع مصلحة الكويت فوق أي اعتبار عند إبداء الرأي؟ هذا ما نأمله.
[email protected]