أبدع الكاتب الروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز في رواياته المتعددة، والتي منها رائعته «الحب في زمن الكوليرا» عام 1985.
والتي تحكي قصة مراهقين يتعاهدان على الحب والزواج، لم يكتب لهما الزواج من بعضهما، تدوم أحداث فراقهما سنوات طويلة جدا، يسرد خلالها الكاتب سنوات من التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وفي آخر الرواية، يجتمع المتحابان بعمر السبعين عاما في سفينة بعد أن أخلاها مالكها، وهو بطل الرواية والحبيب، إلا من حبيبته، بحيلة أن «مرض الكوليرا متفشٍ في السفينة»!
وفي النهاية، عاش الحبيبان معا وهما يطوفان نهر مجدولينا ذهابا وإيابا لا يقفان إلا للتزود بالمؤن.
لو أراد روائي يمني كتابة نسخة يمنية للحب في زمن الكوليرا، والتي بدأت تتفشى بصورة مرعبة وليست فقط مقلقة، وصلت في بعض التقديرات إلى نحو 200 ألف حالة، لن يجد في اليمن علاقة حب عميقة في زمن الكوليرا، إلا العلاقة بين الرئيس المخلوع علي صالح والحوثيين، فهي كعلاقة الحب بين «فيرمينا دازا» و«فلورينتينو» بطلا رواية غبراييل مع اختلاف الأشكال والنوايا.
وماذا سيكتب؟!
سنوات من الحرب بين علي صالح والحوثيين، ظاهرها العداء وباطنها الحب المبني على المصالح المشتركة، فقد استفاد كل طرف منها بشكل أو بآخر، وحتى جاءت ثورات الربيع مهددة سلطاتهم وعلاقاتهم السرية، فكان التحالف المعلن «إعلان حبهما» ضد كل المجتمع، وحتى بعد انتشار الكوليرا مازال «علي صالح والحوثي» متمسكين بعلاقتهما، بل ويطوفان في سفينتهما كما أبطال غابرييل، ولكن ليس على نهر مجدولينا الكولومبي، بل على نهر من دماء الأطفال والنساء وكبار السن من اليمنيين الأبرياء.
ختاما، معاناة الحرب تكفي، فكيف إذا زادها انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا، لا بد من تدخل المجتمع الدولي كمنظمة الصحة الدولية وأطباء بلا حدود، ومنظمة الهلال الأحمر والصليب الأحمر، للدخول إلى مناطق النزاع لتوصيل المساعدات الدولية، ولرفع المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها اليمنيون، ويحسن استغلالها صالح والحوثيون لصالحهما ومن دون رحمة.
الخلاصة: الفقر والحرب بيئتان خصبتان لانتشار الأمراض والإرهاب، نتمنى حسم الحرب لصالح التحالف العربي سريعا، وإغراق سفينة صالح والحوثي لوقف نزيف الدم والموت بكل أشكاله الذي يواجهه اليمنيون[email protected]