لا يخفى على أحد ان «طبول الحرب تقرع بالمنطقة ومن لا يسمعها فهو أصم»، كما كان يقول المفكر هنري كيسنجر في العام 2011، مع بداية الثورات والتدخلات الدولية في المنطقة، فما بالك بالأوضاع الحالية.
هناك تصعيد لأزمات المنطقة المزمنة بدلا من ترحيلها كما كان بالسابق.
ففي لبنان، هناك تصعيد وتسخين للأوضاع السياسية بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، واتهامه لحزب الله ومن ورائه إيران بالسيطرة على لبنان وتهديدها لأهله وجيرانه، وتلويح الحريري بخطاب الاستقالة باستخدام القوة قائلا «أريد أن قول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون وستقطع الأيادي التي امتدت إلى الدول العربية».
كما أن تطور المشهد في منطقة الخليج ينذر بتوتر شديد جدا، فبعد سقوط الصاروخ الباليستي الحوثي على الرياض، والذي اعتبرته السعودية بمنزلة عدوان عسكري إيراني مباشر عليها، وبأنها تحتفظ بحق الرد عليه بالمكان والزمان المناسبين.
وحتى في جانب الأزمة الخليجية ـ الخليجية، بين قطر ودول المقاطعة الأربع، تبدو الأمور كما توقع لها صاحب السمو في النطق السامي بافتتاح مجلس الأمة يوم 24 أكتوبر الماضي حيث قال «خلافا لآمالنا وتمنياتنا، فإن الأزمة الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور، وعلينا جميعا أن نكون على وعي كامل بمخاطر التصعيد، بما يمثله من دعوة صريحة لتدخلات وصراعات إقليمية ودولية لها نتائج بالغة الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها».
وعلى خلفية تلك التحديدات الجسيمة والمخاطر الإقليمية الكبيرة، بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برسالة مكتوبة إلى أعضاء مجلس الأمة حملها الرئيس مرزوق الغانم، وهي تحمل تأكيد حرص سموه على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، ورفضه القاطع للاصطفافات الطائفية او القبلية او فئوية، ولأي خطاب سياسي يثير الكراهية والبغضاء المذهبية أو العرقية.
وشدد سمو الأمير أهمية تحلي نواب الأمة بأخلاق رجال الدولة بتحمل المسؤوليات، وتهيئة أجواء من التعاون بين السلطتين والتفاهمات لتصويب الأخطاء بدلا من الجنوح للتصعيد في ظل هذه الأجواء العصيبة.
الخلاصة: هناك أزمات قادمة غير الأزمة الخليجية، وسيكون الاصطفاف فيها للطائفة او القبلية او الفئوية بدلا من الاصطفاف فيها حول الكويت وقيادتها، عملا مرفوضا ولن يسمح فيه، ويستلزم التعامل معه بكل حزم.
رد نواب الأمة كان «سمعا وطاعة لسمو الأمير وحكيم الخليج».
almutairiadel@