حتى في الدول الغربية العلمانية ذات الكتب السماوية المحرفة تحظى الدراسات الدينية او الكهنوتية كما تسمى هناك بالعناية اللازمة، ومازالت إلى الآن، أرقى الجامعات الغربية تدرس علوم وتاريخ الأديان، ولم يسبق أن ظهر متطرف علماني ينكر عليهم وجود تلك الكليات الدينية، بينما يبتلى العرب والمسلمون ببعض المتخلفين ممن يجادل عن جدوى وجود كلية للشريعة في بلد إسلامي يؤمن أهله بأن حياتهم ومماتهم لله سبحانه: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) سورة الأنعام (162).
لكل علم فائدة عملية وعلمية، ولو تأمنا في العلوم الشرعية لوجدنا انها من فوائدها ومميزاتها تبيان العبادة الصحيحة وطرقها لمن يريد ذلك وهم كثر في مجتمعنا المؤمن والمحافظ، وكذلك تعمل على إرساء المفاهيم العقيدية الصحيحة وهي أصل الدين وغايته، ولكليات الشرعية مساهمات عظيمة في إرساء الأمن المجتمعي بقيامها بتصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات الباطلة والتي يقوم عليها الفكر المتطرف والإرهابي.
كلية الشرعية في جامعة الكويت كانت ولا زالت منارة للعلم الشرعي ومحرابا للعقيدة - فهي ليست مجرد كلية تخرج العلماء والأساتذة والأئمة بل مصنع للأفكار الإسلامية المستنيرة.
مع بداية العام الدراسي الحالي وبحكم الفضول الصحافي، ذهبت بجولة على كليات الجامعة في أوقات تسجيل الطلبة لجداولهم والمسمى بالـ «By Force»، وشاهدت معاناة الطلبة للدخول إلى صالات التسجيل بالرغم من حجز مواعيد مسبقة لذلك وبالإضافة إلى عدم توافر شعب لتسجيل المقررات الدراسية، فبعض الطلبة لا يوجد في جدوله سوى مادة أو مادتين، ولا وجود لأغلب العمداء بل حتى العمداء المساعدين المعنيين بعملية التسجيل يجلسون في مكاتبهم التي يزدحم الطلبة أمامها دون جدوى.
بينما كانت كلية الشريعة هي الكلية الأكثر هدوءا وتنظيما، فكل مسؤولي التسجيل وهم كثر في أماكنهم مما أدى الى القضاء على الازدحام، عميد الكلية الدكتور الخلوق الذي يمثل سمت العلماء وتواضعهم د.فهد الرشيدي يتنقل باستمرار بين صالة التسجيل ومكتبه، وفي الطريق يتحدث مع الطلبة في الممرات ليتعرف على مشاكلهم ويوصلها للمسجلين كما يتناقش في مكتبه المليء بالدكاترة مشاكل الشعب المغلقة، وبذلك تكتمل الحلقة (الطالب - الدكتور - موظفو التسجيل) ويتحقق الإنجاز الرائع الذي شاهدته وشاهده الكثيرون.
في الختام - شكرا لكلية الشريعة بعميدها وأساتذتها وموظفيها نيابة عن طلبتها.