اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الـ40 بالرياض، وسط أجواء تصالحية، خصوصا بعد تصريح الوسيط الكويتي في الأزمة الخليجية، الذي ادلى به نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، والذي عبر فيه عن تفاؤله بحل الأزمة وبالخطوات الإيجابية لسير المصالحة وقنوات إنهاء الخلاف الذي سيكون جزءا من الماضي.
يبدوا ان المواقف الخليجية من المصالحة تختلف وتتباين أحيانا، والبداية من دولة قطر حيث اكد وزير الخارجية القطري وقبيل اجتماعات القمة الخليجية، بأن هناك مفاوضات بين قطر والمملكة العربية السعودية فيما يخص حل الأزمة الخليجية، وعبر عن تفاؤله بان تثمر المباحثات مع الأشقاء في السعودية عن نتائج إيجابية، مؤكدا على تحقيق تقدم في المفاوضات والانتقال من الطريق المسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة.
من الواضح ان لتصريح وزير الخارجية القطري دلالاته المهمة منها ان موقف الرياض من الأزمة أكثر مرونة من الأطراف الأخرى، وان المملكة مهتم لحلحلة الأزمة لمصلحة الجميع، وطريق حل الازمة لا يكون الا بالتفاوض وتحت الوساطة الكويتية.
وأما الموقف السعودي من المصالحة الخليجية فقد ورد على لسان وزير الخارجبة السعودي، ففي رده على سؤال صحافي، قال الجبير ان قطر خطت خطوات إيجابية وننتظر خطوات أخرى منها، وقال الجبير ان السعودية دعت القيادة القطرية في كل الاجتماعات الإقليمية التي عقدت بالسعودية.
بالتأكيد ان اللغة الديبلوماسية السعودية قد تغيرت الى الأفضل لحل الازمة الخليجية.
اما الموقف البحريني فقد اعلنه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة عبر بيان من وزارة الخارجية البحرينية والذي وصف قطر «بعدم الجدية في إنهاء الازمة خلال قمة مجلس التعاون الخليجي، حيث ظهرت سلبيتها الشديدة والمتكررة بإرسال من ينوب عن سمو الامير دون تفويض يمكن أي يسهم في حل أزمتها»!
يبدو ان معالي الوزير نسي ان اجتماع مجلس التعاون لم يكن لنقاش الأزمة الخليجية اصلا، وبأن قطر دائما ما تطالب بالجلوس حول طاولة المفاوضات وبدون شروط لحل الازمة الخليجية وتحت مظلة الوساطة الكويتية.
اما الموقف الاماراتي فيمكن قراءته من تغريدة الوزير القرقاش، الذي طالب المتسبب بالأزمة الخليجية في إشارة لدولة قطر، بأن تراجع سياساتها الخاطئة!!!
من الملاحظ اختلاف اللغة الديبلوماسية بين السعودية من جهة واللغة الديبلوماسية الإماراتية والبحرينية من جهة أخرى حول المصالحة الخليجية.
ختاما- لا أتصور ان يكون هناك تعاون خليجي حقيقي او تكامل بعد ما حدث من تداعيات اثناء الأزمة الخليجية، فبالكاد ستكون هناك هدنة سياسية طويلة الأمد، سيحافظ على استمرار التهدئة اغلب أطراف الأزمة وليس جميعهم.
وكذلك من الضروري تمهيد الارضية لمصالحة خليجية حقيقية تمنع وقوع ما حدث في المستقبل، وهي حتما افضل من الاندفاع الخليجي للصلح وهذا ما حدث في القمة الخليجية، ومن المنتظر البدء بإجراءات ديبلوماسية سعودية-قطرية ايجابية.