فقد الشعب الكويتي والخليجي والأمة العربية والإسلامية بوفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رمزا للسلام وأحد أركان الديبلوماسية.
ولطالما كان الأمير الراحل ديبلوماسيا في كل المناصب التي تولاها، من وزارة الإعلام ووزارة الخارجية ورئاسة الوزراء حتى وصل إلى منصب الإمارة.
كان يولي سموه للعمل الديبلوماسي اهتماما كبيرا، فتجده وسط النزاعات العربية والخلافات الخليجية واقفا لنزع فتيلها وتهدئة الأمور إن لم ينهها. كان وسيطا ديبلوماسيا رفيع المستوى موثوقا ومقبولا من جميع الأطراف.
مارس سموه القوة الناعمة قبل ان يطلق عليها «جوزيف ناي» هذا المسمى، فجعل من الكويت الصغيرة جغرافيا كبيرة بتأثيرها الديبلوماسي، وصنع سياجا أمنيا للكويت والمنطقة قائما على الديبلوماسية والمفاوضات، وجنبها الكثير من المشكلات.
سيبقى سموه في ذاكرة الجميع «صانع» المبادرات السياسية والإنسانية التي استفاد منها أشقاؤنا العرب، كالمؤتمرات الدولية التي أقامها سموه في الكويت للدول المانحة، والتي استفاد منها الشعبان العراقي والسوري، والتي أذهلت العالم والأمم المتحدة بسخائها، حتى منح سموه لقب «قائد إنساني» والكويت «مركز العمل الإنساني» من الأمين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون عام 2014.
ختاما.. أعزي نفسي والكويت من مواطنين ومقيمين على أرضها والشعوب الخليجية والعربية والإسلامية لفقدان «رسول السلام» كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش في نعيه الــذي قال فيه: «إن أمــير الكويت الراحل كان رمزا استثنائيا للحكمة والكرم ورسول سلام».