عادل العتيبي
الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم يمينا وشمالا أخذت معها العقول، فالتساؤلات كثيرة لا تنتهي، وعن هذه الأزمة التي لم يسلم منها أحد، وكما يقولون «الحبل على الجرار»، حيث ضربت الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية واليابان، وتوقع المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان ان تزداد هذه الأزمة سوءا العام المقبل مشيرا الى انه لن يفلت منها أي بلد.
ومع وجود هذه الأزمة الاقتصادية أعلنت إحدى الشركات اليابانية انها ستستغني عن 8000 وظيفة ناهيك عن إعلان شركات كثيرة افلاسها خلال الفترة الأخيرة، وكم من العاملين بها خسروا وظائفهم حتى في الولايات المتحدة الأميركية، أعلن رابع أكبر البنوك افلاسه، بالإضافة الى شركات السيارات العملاقة مثل فورد وجنرال موتورز بحاجة الى دعم مالي وإلا ستنهار هذه الشركات، وقد وصل الأمر إلى أن تم نشر إعلان في احدى الصحف الأميركية بعد هذه الأزمة يقول «اشتر سيارة والأخرى مجانا» كما أن بعض الشركات الاميركية والاوروبية طلبت من موزعيها خفض أسعار سياراتها وذلك لعدم وجود سيولة مالية في الشركة الأم.
وفي الكويت الجميع يتساءل: متى تنتهي هذه الأزمة؟ والى أي مدى ستصل؟ ولم نسمع يوما عن وجود خصومات أو تخفيضات هنا أو هناك، بل سمعنا بمطالبات بزيادة في بعض الأسعار حتى أصبحت الأسعار جحيما قبل حلول عيد الأضحى وكأن اقتصادنا منعزل عن العالم ولا نعيش أزمة اقتصادية دمرت اقتصاد الدول المصنعة وتبحث عن السيولة.
ولم نقف عند هذا الحد، بل سمعنا عمن ينادي بالاستغناء عن بعض العاملين في قطاع البنوك والاستثمار والسبب ان هناك أزمة عالمية وعلى الشركات الخاصة ان تخفف من عبء مصروفاتها الشهرية على حساب العامل البسيط، فكان أبسط الحلول بالنسبة لها هو الاستغناء عن العمالة في هذه الشركات.
أليس الأفضل في مثل هذه الظروف تخفيض مرتبات مجالس اداراتها وإلغاء الأعمال الممتازة السنوية «البونص» وغيرها من سفريات واجتماعات في دول العالم؟
ألا يحق لهذا الموظف الذي يعمل طوال اليوم من اجل لقمة العيش ان يحترم ويصان بدلا من ان يكون كبش فداء تحت ذريعة أزمة اقتصادية؟