عادل العتيبي
في زيارتي إلى المدينة المنورة قبل أيام دعاني احد الزملاء والذي يعمل في الإعلام الخارجي في المدينة المنورة إلى العشاء حيث التقيت ببعض الأدباء والإعلاميين في هذا العشاء وجرى الحديث عن مدينة العيص التاريخية وهي أكبر مراكز محافظة ينبع التابعة للمدينة المنورة من حيث المساحة وتبعد 250 كم شمال المدينة المنورة ويبلغ عدد السكان حوالي 45 ألفا، حيث ذكر أحد الحضور أن المدينة سميت بهذا الاسم نسبة إلى العيص ابن إسحاق ( عليه السلام ) وهو أخو نبي الله يعقوب ابن إسحاق والد نبي الله يوسف عليهما السلام وهي من أقدم المدن في التاريخ ويوجد بها قصور قبل 400 سنة قبل الميلاد وهي على الطراز المعماري القديم وباقية حتى الآن كمعلم تاريخي، وفي السنة الأولى للهجرة كانت مدينة العيص مقرا لسرايا النبوة فأول سرية في الإسلام بقيادة حمزة ابن عبد المطلب توجهت إلى مدينة العيص فهي معبر للتجارة قديما حيث القوافل القادمة من الشام والمتوجهة إلى مكة المكرمة تمر بهذه المدينة بالإضافة إلى الحجيج، وما يحدث الآن في هذه المدينة من توخي الحذر من وقوع زلازل وبراكين فقد حدثت زلازل وبراكين في زمن الدولة العباسية وذكرها ابن كثير وغيره من المؤرخين في كتبهم حيث استمرت الهزات الأرضية لمدة 3 أيام سالت بعدها الحمم البركانية بالوديان لمدة 15 يوما فكانت تبعد عن المدينة المنورة 11 كم وبعدها اتجهت شرقا بأمر الله فكان أهل المدينة يشاهدون هذه الحمم التي أحرقت الأخضر واليابس حتى أن بعضهم هدمت منازلهم وفقدوا أموالهم ولم يجدوا سبيلا إلا أن يفترشوا العراء أو يطلبوا يد العون من أقاربهم وما شاهدته خلال زيارتي للمدينة المنورة من استعدادات للقطاعات المختلفة يلفت انتباه الزائر، فالتجهيزات التي يشرف عليها سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة تدل على التنظيم والمتابعة والتنسيق في جميع المراكز حيث خصصت لهم أماكن وقدمت لهم جميع التسهيلات وتلبية كل الاحتياجات اللازمة للأسر النازحة من مواطنين ومقيمين والعمل على راحتهم حتى تنتهي هذه الأزمة وعودتهم إلى منازلهم سالمين، وهذا يأتي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أمر بتوفير الخدمات والمساعدات العاجلة لأهالي مدينة العيص.
ونسأل الله عز وجل أن يعين أهالي منطقة العيص ويفرج عنهم وان يحفظهم من كل سوء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.