عادل غنام العتيبي
تجربة العمل التعاوني في الكويت مميزة خليجيا وعربيا ودوليا، وهذا دليل واضح على نجاحها، وهذه الحركة التعاونية تقدم أفضل ما لديها من الأنشطة الاجتماعية والترفيهية والثقافية والرياضية بالاضافة الى عروض المنتجات الاستهلاكية والتخفيضات طوال العام.
هذا النجاح لم يتحقق عن طريق تعيين أشخاص من وزارة الشؤون لادارة مجالس جمعيات تعاونية رغم أنه من المفترض أن يكونوا منتخبين من قبل أعضاء الجمعية العمومية لهذه الجمعية حسب اللوائح والقوانين المعمول بها، ولكن الطامة الكبرى أن هناك 10 مجالس معينة من قبل وزارة الشؤون ناهيك عن مجالس في طريقها للحل من أصل 54 جمعية تعاونية.
ومن ينظر الى هذا الكم من التعيين يجد أيضا أن وزارة الشؤون وضعت يدها على اتحاد الجمعيات التعاونية وأصبح بالتعيين منذ فترة متجاهلة أن هذا المكان يتم شغله عن طريق الانتخاب وليس التعيين معتذرة أن هناك لوائح وقوانين جديدة تتم دراستها ستخدم الصالح العام وبعدها يعود الانتخاب، ولم يتغير الحال منذ سنوات ولا أعرف كيف استمر الاتحاد في الفترة الماضية قبل حل مجلس الادارة اذا كان بحاجة الى سن قوانين جديدة وهذا ما استغربه!
ومن يظن أن جميع قرارات وزارة الشؤون صائبة فهو مخطئ، فهناك أخطاء لم يتم التطرق اليها من قبل ولم تأخذ الوزارة منها العبرة، فعزل رئيس مجلس ادارة جمعية العمرية والرابية عبدالله الرشيدي وعودته بقرار من المحكمة لرئاسة ادارة الجمعية بسلطة القانون هو دليل على تخبط الوزارة في اتخاذها للقرار، ولم تقف الوزارة عند هذا الحد بل عطلت عمل لجنة الأسعار في اتحاد الجمعيات الى الآن بحجة وضع لوائح وقوانين وهذه مصيبة لمجالس ادارة الجمعيات التعاونية وللمواطن وللمقيم وذلك عندما تجد منتجا يباع في جمعية بسعر يختلف عن الجمعية الأخرى والمسافة بينهما شارع واحد، ولا ننسى مجزرة وزارة الشؤون بحل مجلس ادارة جمعية الظهر التعاونية من الرئيس الى الأعضاء والبالغ عددهم تسعة وعودتهم جميعا بأمر من القضاء الكويتي العادل، ومن اللافت للانتباه أن أي مجلس ادارة جديد يتحمل تبعات ما خلفه المجلس السابق وهذا الأمر تتجاهله وزارة الشؤون، فعندما يتم تعيين مديرين بمرتبات مغرية بعقود غير قانونية من يتحمل هذا التجاوز؟ هل من وافق على تعيينهم المجلس الجديد الذي يجد الهدر المالي والتجاوزات من قبل الادارة السابقة؟!
هذه الرسالة هي غيض من فيض الى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي لعله يضع حلولا سريعة بدلا من الوعود التي يعطيها البعض ونبقى على ما نحن عليه دون حلول حتى ولو كانت جذرية تبشر بظهور الأمل للعمل التعاوني.