عادل غنام العتيبي
عندما دخلت هذا المكان منذ أيام لم أكن أتصور أنه تابع لوزارة الصحة وأننا في عام 2009 ولم أكن أصدق إلا عندما شاهدت بعيني الفوضى بجميع أشكالها وأطيافها... ابتسم أنت في إدارة العلاج بالخارج.
تخيل أن المعاملات التي تحتاج إلى توقيع مدير إدارة العلاج بالخارج تتوقف لأن المدير في إجازة وقس على ذلك إن كانت حالة المريض حرجة وتتطلب السرعة في ابتعاثه إلى الخارج، واللافت في هذا الأمر أن السكرتيرة تقدم له العذر قائلة «كلها 4 أيام» ولا يوجد من ينوب عنه خلال هذه الأيام «صحيح النار ما تحرق إلا رجل واطيها»، هل هذا يصح أن يحدث في إدارة حساسة تهتم بصحة المواطنين؟
ما هي إلا لحظات حتى أخذت أتجول في هذا المبنى المخزي الذي إن دل فإنما يدل على ترد في الإدارة والتنسيق والمتابعة في وزارة الصحة وترك الحبل على الغارب، فمراجع يبحث عن ملفات أقربائه المرضى، ومراجع آخر يمسك ملفه بيده من غرفة إلى غرفة، ناهيك عن عدم وجود تنظيم في مقابلة المسؤول وإذا أردت ذلك فعليك أن تنتظر بالساعات، وكله داخل على بعضه.
لم تنته المعاناة عند هذا الحد بل مقابلة مسؤول أقل درجة من المدير تحتاج إلى انتظار ساعة أو أكثر وإذا حالفك الحظ وتمت المقابلة وجدته يتحدث بالتلفون يستقبل كلمات الثناء والشكر لخدمة أحد أصدقاء محدثه، وكما سمعت «هذا ولدنا ما يحتاج توصون عليه» غير مهتم بمن حوله من المراجعين أو مراعاة مشاعرهم ولو بالخطأ.
إدارة العلاج بالخارج تفتقر إلى كل شيء حتى أبسط الأمور ولا يوجد بها شيء نثني عليه، فإن كان هناك من يضع اللوم على أعضاء مجلس الأمة لمساعدتهم لبعض المراجعين أو المرضى فأعتقد أن اللوم كله يجب أن يقع على هذه الإدارة وعلى اللجنة العليا للعلاج بالخارج وعلى رئيسها الذي لم يفكر يوما في وضع آلية لتنظيم هذه الإدارة التي اصبحت فوضى على فوضى، ولم يعر اهتماما لملاحظات وشكاوى المراجعين التي ظهرت على السطح دون حل، ولو كنت مسؤولا لأحلت كل من في هذه الإدارة إلى التحقيق وسألتهم عن سبب سوء الإدارة، وهذه الفوضى التي لم نشاهدها في حياتنا حتى ولو في الأحلام.
ان قرار وزير الصحة الأخير بحل اللجنة العليا للعلاج بالخارج ما هو إلابداية تصحيح لخطأ أضر بالمرضى وما نتمناه من الوزير أن يستبدل مسؤولي إدارة العلاج بالخارج بناس آخرين وذلك من باب التطوير والتغيير ولا نريد أن يقتصر عمل الوزير على هذا فقط، بل أن يلتفت إلى بعض المكاتب الصحية التي دائما ما نسمع عن سوء معاملاتهم لأقارب المرضى وإذا أراد فسنزوده بأسماء تلك المكاتب الصحية.
[email protected]