السكان هم العنصر الثاني من مقومات الدولة بعد الأرض، ولذلك تعمد الدول إلى العناية بسكانها لأنهم عماد قوتها وأداة تقدمها ودرعها وسيفها وأداة التنمية فيها وتتجه الدول التي يقل فيها عدد السكان في مواجهة هذه المشكلة بقبول المهاجرين وتجنيسهم ودمجهم في المجتمع ليصبحوا مواطنين كما الحال في كندا ونيوزلندا وأستراليا ودول أخرى وتجدهم عنصرا فعالا في خدمة مشاريعها التنموية وخاصة المهاجرين أصحاب التخصصات العلمية والجامعيين والأطباء والمهندسين والمعلمين، فالقبول في زيادة السكان من المهاجرين لا غبار عليه ما داموا سيصبحون مواطنين صالحين يحققون أهداف البلد ويخدمون ترابه.
فمشكلة البدون هي سبة في تاريخ الكويت يجب أن تزال، فمن يستحق الجنسية منهم فلنعطه الجنسية راضين فقد نشأوا على تراب الكويت وشربوا منها واستظلوا بسمائها وتعلموا في مدارسها ودور الكويت في خدمة القضايا الإنسانية وعطائها المنقطع النظير لأمتنا العربية والإسلامية وسجلها الناصع البياض، وأقصد البدون المستحقين للجنسية فإن البعض من فئة البدون ضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء والولاء للكويت فمنهم من شارك بالحروب العربية عام 67 وعام 73 مع أشقائها العرب في سيناء والجولان وفي معركة تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم وبذلوا دماءهم انهارا فداء للكويت، أفلا يستحق هؤلاء أن يُمنحوا هم وأبناؤهم الجنسية الكويتية بدلا من الضياع الذي يعيشونه فلا تعليم ولا عمل، حصار ما بعده حصار، أليس بعض هؤلاء أحق بالجنسية بعد كل الذي قدموه للكويت؟!
لقد تم تجنيس أعداد كبيرة تحت بند الأعمال الجليلة، فهل هناك أجل وأعظم من أن نكرم من وهب روحه فداء للكويت ومن شارك في الدفاع عنها ان يكرم في أبنائه بمنحهم الجنسية الكويتية، ولا ننسى الأطباء والممرضين والمهندسين والمعلمين، وخاصة الأطباء الذين ساعدوا زملاءهم في مرض الكورونا، كم من المآسي ترتكب بحق هذه الفئة، وكم من ظلم وقع عليهم كيف تقيسون الولاء للكويت؟
وما الأعمال الجليلة التي تحشرون تحتها كل من هب ودب وادرج تحت بند الخدمات الجليلة، أليس فداء الوطن بالروح أثمن وأغلى من كل شي آخر، أما محاصرة جميع فئة البدون ونبذهم من المجتمع فإننا بهذه الصورة نهدم حقوق هؤلاء ومن لديه الأوراق الثبوتية من البدون والتي تطلبها الدولة فليقدمها للجنة، فإذا استحق فسيأخذ الجنسية ولكن الأكثرية من البدون لديهم جوازات سفر لبعض الدول يخفيها حتى يتمتع بمزايا الجنسية الكويتية آن الأوان للاستفادة من بعض البدون الذين ترعرعوا ونشأوا على ارض الكويت ونستفيد من طاقاتهم بالعمل والبناء والتنمية وننصفهم ونعتبرهم قوة للبلد وثروة بشرية فلا مشكلة في تجنيسهم والاستفادة من طاقتهم ليصبحوا معنا درعا وسيفا للكويت.
قال الشاعر:
وكم من موقف ماض وقفتم
وكنتم فيه للوطن الفداء
دفعتم غارة شعواء عنه
وزدتم عن حواضره البلاء
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]