إن المرء ليعجب مما يجري على أرضنا الكويت من التسيب والإهمال واللامبالاة والقدرة العظيمة على تلويث البيئة التي حبانا الله بها. إن ما يحدث بمنطقة الجهراء دليل دامغ على التسيب والإهمال الذي تعيشه أجهزتنا الحكومية والسبات العميق الذي يلف وزارات الدولة ومسؤوليها، وقد عانينا من التسيب والإهمال في محطة مشرف للصرف الصحي التي لوثت البر والبحر وقتلت الكثير من ثروتنا السمكية والكائنات الحية ولوثت مياه الشرب، ولم نتعظ ولم نبادر ولم نخطط ولم نشاهد تحركا جديا لحل المشكلة، حتى إن مسؤولي البيئة وجماعة الخط الأخضر يحاربون إذا ما أبدوا رأيا في المخالفات التي تعشعش في كل ركن من أركان الكويت.
ملايين الإطارات تتجمع حتى صارت جبالا تحجب الرؤية وتركت في العراء، وكان من الممكن الاستفادة منها وإعادة تدويرها، فهي تمثل ثروة في كثير من دول العالم التي تعرف كيف تستفيد من النفايات والبقايا الصناعية بإعادة تدويرها وإنشاء مصنع لإعادة تدوير هذه الإطارات التي تحاط هذه المنطقة بسياج تحميه وزاره الداخلية والجيش والحرس وتمنع الاقتراب منها، وليس من قبيل المصادفة بعد أن سلطت الأضواء على هذه الكارثة البيئية التي كان من المتوقع حدوثها، ونبهت الصحافة الى إمكانية اشتعال هذه الإطارات بفعل فاعل، أين البيئة وأجهزتها من هذه الكارثة ؟! هل كتب علينا أن نتنفس هواء ملوثا؟! هل كتب علينا أن نأكل طعاما فاسدا؟!
هل كتب علينا أن ندفع ثمن أخطاء حكومات ضعيفة ومجالس لا هم لها إلا الاستجوابات ولا خطة ولا نظرة مستقبلية ولا مواجهة لمشاكل البيئة التي تئن من أخطاء الحكومات المتعاقبة على الكويت، لماذا كل هذه المشاكل تحصل في بلدنا الغالي وتسيب مسؤولينا ونومهم بالعسل، الكارثة تلو الكارثة، ونتذكر من مشرف إلى الأحمدي إلى المد الأحمر في جون الكويت الى غازات الظهر، ولابد من المسؤولين أن يتحركوا لهذه الكوارث، وبعض المسؤولين وبعض أعضاء المجلس لا يصلحون لأن يجلسوا على هذه الكراسي التي يجلسون عليها إذا كانت هذه الأخطار المحيطة بنا، وبيئة الكويت لا تسترعي انتباه هؤلاء المسؤولين ولا يهز لهم جفن ويتغذى أولادنا بلحوم فاسدة، اتقوا الله في بلدنا الكويت واحرصوا على أن تكون من أحسن دول العالم بتكاتفنا.
أسأل الله أن يحفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]