هطلت الأمطار يومي السبت والأحد الماضيين وشهدت البلاد غرق طرق ومناطق سكنية وشكلت وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشؤون الإسكان د.رنا الفارس لجنة محايدة لتقصي الحقائق القانونية والفنية للنظر في أسباب تجمعات المياه في بعض المواقع وتحديد أوجه القصور في شبكة تصريف الأمطار، وقالت إنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية في حق أي طرف أو شركة تثبت تقصيرها وستتم محاسبتها، ومن المناطق التي تضررت نفق المنقف وطريق الدائري السابع ومنطقة صباح الناصر ومنطقة صباح الأحمد السكنية ومنطقة القيروان وشوارع النسيم السكنية وبعض المدارس وفاضت هذه الشوارع بكمية هذه الأمطار وفيضانات شبكات الصرف التي لفظت مخزونها وتحولت الطرق إلى أنهار تعوم بها المركبات وتساقط الأشجار في منتصف الطريق ما أدى إلى تعطل حركة السير في المنطقة وشهدت كثير من المناطق تسرب المياه إلى سراديبها وتضررت طرق في مناطق الفردوس والعارضية ومن المفترض من وزارة الأشغال قبل دخول الشتاء أن تكون إجراءات الصيانة الشاملة في جميع المناطق والشوارع وهذا لعدم وجود الرقابة الصارمة من الوزارة وجاءت الأمطار لتكشف لنا أن هذه الإجراءات مجرد كلام على ورق لا تنقع لأن من أمن العقوبة أساء الأدب وتحولت بعض مناطق الكويت إلى (البندقية)، وهذا كله ونحن في بداية فصل الشتاء، تعطلت الإشارات الضوئية في عدة تقاطعات وحدثت حوادث في السيارات وغرقها والإمطار شكلت بحيرات مما عطلت حركة السير وتحولت إلى مستنقعات كأنها تابعة لجزر الواقواق، وكيف تغلق المضخات في شوارع وتفتح في شوارع أخرى؟! اسألوا من كان حظه عاثرا وفاجأه المطر ماذا حدث له وكيف تم إنقاذه؟ إن الأمم يقاس تحضرها بأسلوب تعاملها مع الأزمات، ونحن وللأسف الشديد لا نتعظ فتتوالى علينا الكوارث ولا نستفيد منها ولا نترجم دروسها إلى عظات وعبر، فليقل لنا المسؤولون ماذا كانوا يفعلون خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتكون شبكة الصرف جاهزة لاستقبال الشتاء، فالتنبؤ بالحالة الجوية وهطول الأمطار لم يعد شيئا مستحيلا في زمن التقدم العلمي والأقمار الاصطناعية التي أشارت لنا الى أن هذا العام ستشهد الكويت أمطارا غزيرة، فليس لنا إلا أن نعدّ أنفسنا لمجابهة خطر الأمطار القادمة، شبكة صرف بالية ومناسيب الشوارع خاصة الداخلية يجب معالجتها بتعديل المنسوب وزيادة عدد المناهيل الفرعية وعدد المضخات لا تعمل بكفاءة وعددها لا يفي بالتوسع العمراني في الكويت وزيادة عدد السكان، فأين الاستعدادات؟!
غرقت أكثر مناطق الكويت وأوقفت حركة السير وحوادث كثيرة كشفت لنا زيف كل الادعاءات والتصريحات وكشفت لنا مدى الوهن في أجهزتنا وعجزها عن مواجهة أي طارئ، فماذا لو هطلت الأمطار لمدة أيام، ستحول أهل الكويت إلى غرقى داخل بيوتهم وهم نائمون على الأمن والأمان الذي تبثه أجهزة الدولة.
يا أيها المسؤولون اتقوا الله في بلدكم وشعبكم وأعيدوا مراجعة حساباتكم وخطط الطوارئ وأول ما تراجعونه القائمين على هذه الخطط هل هم قادرون على السمو فوق آلامهم والنزول إلى الشارع ليتأكدوا بأنفسهم من صلاحيات كل شيء ويفرضون رقابة صارمة على كل مسؤول تحقيقا للأمن والأمان لأمنا الغالية الكويت، فمراجعة شاملة نطالب بها كل خطط الطوارئ من الألف إلى الياء بكل تفاصيلها وتدارك القصور الذي يتكشف لنا عند أول محك يواجهنا هذه الأيام، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
أسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.. اللهم آمين.
[email protected]