نص الدستور الكويتي على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ومتساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين، ولقد كرّم الإسلام المرأة وأعطاها منزلة عظيمة بعد أن كانت حبيسة خباتها تؤمر فقط ولا كيان لها، وكانت المرأة في الجاهلية توأد، فأعطاها الإسلام حقها في الميراث والشهادة وإبداء رأيها، حتى انه جعلها أحد مصادر استقاء الشريعة الإسلامية فجعلها راوية للحديث الشريف ومصدرا تستقى منه السنة النبوية الشريفة.
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة على رعيتها، وهي مكلفة شرعا برعاية أولادها وتثقيفهم مع زوجها وحرص الدين على الوصية بالنساء والإحسان اليهم وأعطى الدين المرأة حقها وحرم الإساءة إليها، وواجب المرأة أن ترعى حرمة بيتها وغيبة زوجها.
والزوج الصالح بر بزوجته، والمرأة الصالحة برة بزوجها، فالنساء شقائق الرجال، ومكانة المرأة لم تكن خافية على أمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد، فأعطى المرأة حقها بالتصويت والترشح، وجعلها تحتل أعلى المناصب في الدولة، وأصبحت وزيرة في الحكومة إيمانا منه بقدرة المرأة الكويتية على العمل والإنتاج والإبداع، لكن بعض الناس عز عليهم ذلك، وأخذوا حينها بعض الفتاوى التي تصدر من هنا وهناك، وحاولوا حرمان المرأة من المشاركة والخروج من غياهب الظلام، سيل من الفتاوى تصب في خانة العودة إلى القرون الوسطى وإلى الجاهلية الأولى، لكن لأن أصوات النساء تمثل في الكويت 60%تقريبا من أصوات الناخبين أي أنها ضرورية لترجيح كفة أي مرشح وإيصاله لمجلس الأمة، أصبح أكثر المرشحين يتهافتون على أصوات النساء ويدغدغون مشاعرهن بالحديث عن حقوقهن في السكن والعلاوة وحق أولادهن من غير الكويتي في الجنسية بعدما كانوا يصبون لعناتهم على الحرية والسفور والخروج للعمل!
تناقض ما بعده تناقض وزج للدين بالسياسة وتطويع الدين لتحقيق مآرب وغايات، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة»، والإحسان إلى البنات من نفائس العبادات المقربة إلى الله تعالى.
والمرأة الصالحة كنز يفوق كل الكنوز، فهي تبني وتكافح وتجلب السعادة لأسرتها والخير لأمتها، وواجب الأبوين أن يعتنيا بتربية بناتهما تربية فاضلة وإعدادهن لحياة أسرية كريمة، ولا يحق لأحد تزويج المرأة بغير رضاها، وإذا حدث كان لها حق فسخ الزواج، والدين الإسلامي لم يفرق بين الرجل والمرأة إلا حين يقتضي الأمر مراعاة طبيعة المرأة ووظيفتها من هذا التفريق، وقد أجاز الإسلام للمرأة القيام ببعض الأعمال التي تعود عليها وعلى أسرتها بالخير.
وللأم الواعية المتزنة دور رائد في تكوين الفرد الصالح وهي تجلب السعادة لأسرتها وتسهم بفاعلية في خدمة مجتمعها، وهنا نتذكر قول الرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، كما قال صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا». قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل مكروه، ونسأله وتعالى أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا البلاء من جميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]