من يوم إلى يوم يفجع المجتمع الكويتي بجريمة نكراء تهز وجدان كل غيور على أمن وأمان هذا البلد، فالكويت دائما واحة أمن وسلام ولم تر خلال عهودها السابقة هذا الكم المذهل من الجرائم وبخاصة جرائم القتل!
بالأمس القريب راحت ضحية إحدى هذه الجرائم المواطنة الكويتية (فرح)، رغم أن القاتل سجل في حقه أكثر من شكوى تهديد بحق الضحية وأسرتها وقامت الأجهزة الأمنية بحبسه فترة ثم أفرج عنه ولم تقم الأجهزة الأمنية بدورها المطلوب تجاه القاتل.
هذا القاتل مسجل عليه 40 قضية وللأسف بعض البلاغات لا تؤخذ بمحمل الجد، لذا فإنه وأمثاله يمثلون تهديدا للمجتمع بأسره، وبالتالي يجب عدم التهاون في تسجيل البلاغات إذا كان من ارتكبها صاحب سوابق، أو أن يكون قد ذهب عقله.
والسبب الرئيسي في شيوع الجريمة بالكويت قد يكون ذلك الكم الرهيب من المخدرات التي تفد إلى الكويت وتستهدف شبابها، وما هؤلاء الذين يلقى القبض عليهم في مطار الكويت وميناء الشويخ إلا وسطاء وأداة في أيدي تاجر كبير يسعى للربح السريع على حساب تدمير شبابنا، كما أن غياب الرادع وتأخر العدالة في القصاص من القتلة تعد من أسباب انتشار جرائم القتل.
أما سجوننا وهي يفترض أنها مؤسسة عقابية، فيتمتع فيها السجين بالإقامة كما لو كان بفندق ويجد فيها التسلية، وقد تصله الأطعمة والمخدرات إلى السجن، فإذا توافر للسجين كل ذلك، فبالله عليكم كيف نأمل أن يكون السجن مكانا للإصلاح والتهذيب أو نرجو انتهاء هذه الجرائم؟! ومم سيطهر بلدنا من هذه الجرائم أن تكون سجوننا حقيقية ينال فيها المسيء عقابا رادعا وحرمانا من كل ملذات الحياة وأولاها الحرية عقابا له على ما اقترفت يداه.
هذا الكم من الجرائم مصدره أيضا التراخي في معاملة المجرمين، والواسطة التي تشفع لكل مجرم حتى أصبح بعضهم آمنا من العقاب، لكن إذا تم ردع من يتوسط للمجرم بأن يعلن اسمه على الملأ هو والمجرم والجريمة التي يتوسط فيها حينها سيمتنع أهل الواسطة عن استخدام نفوذهم للتأثير على سير العدالة.
بالأمس كانت فرح وغدا لا يعلم إلا الله من ستكون الضحية القادمة في ظل الواسطة والتراخي في العقاب وكثرة المخدرات.
دين الدولة هو الإسلام فلابد أن يأخذ هذا المجرم وأمثاله القصاص العادل، قال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)، وهذه الجريمة هزت المجتمع الكويتي بكل أركانه، وبالتالي لابد على المسؤولين من سرعة القصاص وتنفيذ عقوبة الإعدام بحق كل قاتل.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيدة فرح بواسع رحمته ويجمعنا معها في جنة الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يحفظ الله بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين فيها من كل مكروه، وأن تنقشع هذه الغمة وترجع الأمور كما كانت وأحسن بإذن الله، اللهم آمين.
[email protected]