نحن نعيش عصرا لا أسرار فيه، فالعالم أصبح قرية صغيرة مع أجهزة الاتصالات الحديثة، وصار المواطن في قلب الحدث صانعا له متفرجا عليه مساهما فيه وما يحدث في الكويت أصبح عنوانا لكل الصحف في العالم ونشرة أخبار تلوكها الألسن في كل مكان وأصبحنا عنوانا لمن يريد أن يتحدث عن الفوضى لأنها ضربت كل مكان في حياتنا وباعدت بين الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
المشهد في الكويت مؤلم جدا ويعطي صورة قاتمة سوداء عن المستقبل المظلم الذي ينتظرنا وينتظر أبناءنا، ماذا يحدث في مجلس الأمة بين نوابه وبين النواب والحكومة؟! من المستفيد من ذلك؟ الخلاف لا يفسد في الود قضية، ولكن ليس بهذه الصراعات التي تحدث في الجلسات، ما هذه الديموقراطية التي نحن فيها وما هذه الصراعات التي نشاهدها في المجلس؟! هذه الأمور تعطل مصالح الناس والبلد، والخاسر الوحيد هو الشعب الكويتي من هذه الصراعات، فكويتنا الغالية كانت درة ولؤلؤة الخليج، وهي أغلى ما نملك في حياتنا، وعلينا أن نقدم لها الغالي والنفيس في سبيل أن تبقى عالية شامخة، فالكويت هي الباقية ونحن الزائلون.
ما هذا التخبط وما هذا الارتجال وما هذه القرارات؟! نخرج من مصيبة إلى أخرى، ومن مجلس أمة إلى آخر، ومن وزارة إلى تشكيل وزارة جديدة، متى سنبدأ التنمية؟! الشعب يتألم في كل لحظة لما آلت آليه الأحوال المتردية في الكويت، نسمع عن سرقات بالملايين، ندعو الله أن يحاسب كل إنسان استولى على أموال الشعب، وأن تعود هذه الأموال إلى الدولة! مشاكل كثيرة قي بلدنا الكويت بلد الخير، مشاكلنا تتفاقم من غلاء وبطالة وإسكان، مشاكل في التعليم والصحة، وأطعمة فاسدة وشوارع متهالكة يتطاير منها الحصى، حتى أصبحت لا تصلح للسير، مشاكل تتوالى وتتكاثر وتغطي كل مساحة أمل يداعب قلب كل مواطن في صلاح الأحوال.
الحل في القانون وتفعيله وتشديده وتطبيقه، فلا استثناءات، ولا أحد فوق القانون وأن يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه المساهمة في الفساد وضرب القوانين، والحل كذلك في تفعيل قانون من أين لك هذا؟ نحن لا نريد أن نتحول إلى دولة تؤوي المفسدين وتبارك لهم سرقتهم للمال العام، نريد قوانين وإجراءات تكشف هؤلاء المفسدين وتقدمهم للعدالة وتجردهم من الثروات التي امتصوها من دماء وعرق كل مواطن شريف لا يجد غير راتبه في نهاية كل شهر.
نريد من حكماء وعقلاء هذا البلد الطيب أن يتدخلوا لإنقاذ بلدنا الحبيبة الكويت، ونتذكر كلام المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في حالة من حالات الفساد عرضت عليه قبل 14 قرنا، قال «من استعملناه على عمل ورزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول».
أي خائن للأمانة، هذا هو ديننا يحارب حالات الفساد والتنفيع ويصفها بأنها خيانة للأمانة.
فلنسم الأشياء بأسمائها، فخائنو الأمانة بيننا يكثرون، والفساد داء عضال إذا نخر في جسد تهاوى وتساقط ولا دواء ينفع ولا شفاء يرجى فسارعوا إلى معالجة الفساد واجتثاثه من جذوره، فلا حياة لأمة ضاع فيها الحق، ولا مستقبل لأمة اختطت لنفسها الفساد طريقا والمحسوبية أسلوبا.
لنكن جميعا أول الداعين للقضاء على الفساد بثورة حقيقية تنطلق من التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من أجل الغالية أمنا الكويت، أفلا تستحق الكويت منا ذلك؟ اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل شر ومكروه اللهم آمين. وندعو الله في هذا الشهر المبارك أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا البلاء من جميع دول العالم.. اللهم آمين.
[email protected]