نريد أن نعرف إلى متى مسلسل العنف والسلوك العدواني على رجال الأمن ؟! وهذا السلوك يتخذ منحنى خطيرا جدا وصل إلى اقتحام المخافر والتعدي على رجال الشرطة، وهذه دلائل واضحة على عدم الاهتمام من هيبة الأمن وعدم احترام القانون والمشكلة الكبيرة أن اقتحام المخافر أصبحت ظاهرة مقلقة للجميع وانتشار الأسلحة النارية في متناول الجميع.
ومشكلتنا في الكويت كل يريد أن يأخذ حقه بيده ضاربا عرض الحائط بالقوانين ولا يهاب أحدا، لكن إذا ساد الانفلات الأمني البلاد فقل على البلد السلام، فإذا انعدم الأمن فلا نهضة ولا تنمية ولا بناء ولا تقدم، فالأمن والأمان هما الركيزتان للبناء فإن شعر الإنسان بالأمن يتفرغ للبناء وتنشط قريحته للعطاء ويسخر كل جهوده ليتقدم وطنه والعكس صحيح.
انظروا إلى بعض الدول التي عمتها الفوضى وسادها الانفلات الأمني، فأصبح الاحتكام للسلاح وكل إنسان يعتمد على نفسه واصبح المواطن والوافد هاجسهم الأساسي هو الأمن والأمان لحماية نفسه وأهله وممتلكاته وكل نشاط اقتصادي واجتماعي وتوقفت عجلة الإنتاج، فالكل شاغله الأمن والأمان وكيف يوفرهما لأسرته، فالكثيرون يتجرأون على رجال الشرطة وحماة الوطن متسلحين بالواسطة وأصحاب النفوذ، أين نحن؟! وما هذا التسيب؟!
بالأمس القريب أهان سوري عسكريا أراد أن يطبق القانون في منطقة الشويخ الصناعية، عندما شاهد هذا العسكري الكراج يقوم بتصليح المركبات واستقبال الزبائن في وقت متقدم من الليل، مخالفا بذلك قرارات إغلاق المحال بعد الثامنة مساء، توجه العسكري وطلب بطاقات العاملين في الكراج، فرفض أحدهم الإجراء الأمني حتى قام ذلك السوري بإهانة رجل الأمن بألفاظ نابية.
وكانت هناك إهانة أخرى لوكيل عريف في المرور من قبل مواطن أساء إليه لاعتراضه على مخالفة مرورية سجلت بحقه.. كان رجال الأمن في السابق يكن لهم الجميع كل التقدير والاحترام ولا يستطيع كائن من كان أن يرفع عينه على رجل الأمن، لكننا صرنا نشاهد الانفلات الأمني في الشارع وتسيبه وتجاوزات للقوانين الخاصة بآداب المرور ونظم السير من مواطنين ومقيمين، لأن الجميع عرف أن من أمن العقوبة أساء الأدب.
ندعو رئيس الوزراء ووزير الداخلية وأركان وزارته المحترمين إلى التصدي للمتجاوزين، ولابد أن يطبق القانون على الكبير قبل الصغير بكل حزم، وتذكروا جميعا أنكم ستسألون جميعا يوم القيامة عن هذا الانفلات الأمني.
قال الشاعر:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لا يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين، وعجل بفضلك يا أحكم الحاكمين، بانقشاع هذا المرض والوباء من جميع دول العالم ليعود الأمر كما كانت وأحسن، اللهم آمين.
[email protected]