لا وازع ولا خير لدى من يريدون خراب الكويت، فها هم يستغلون ويستعملون كل الأسلحة لهدم جبهتنا الداخلية وتحويل شباب الكويت وطاقاتها الخلاقة إلى متعاطين مدمنين لا يكادون يفيقون حتى يدخلوا في جولة جديدة من اللاوعي مع المخدرات.
إن استخدام المخدرات كالسلاح للهدم ليس وليد هذا العصر إنما سبق للاستعمار أن استعمله للهند والصين وكافة المستعمرات، نعم نحن مستهدفون في أبنائنا ويراد بنا الهلاك والضياع، وهذا ما يفسر تلك الكميات التي تضبط في مئات الأطنان من كل أنواع المخدرات من حشيش وافيون وهيروين، فضلا عن الخمور وقد كشفت إحصائية وزارة الداخلية أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبدعم من الأجهزة الأمنية المساعدة تمكنت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي من إحباط تهريب أكثر من 9 ملايين حبة مخدرات إضافة إلى كميات كبيرة من المخدرات الأخرى وتم ضبط مزرعتي ماريغوانا و189 سيجارة وورق مشبع بمادة الكيميكال، فمن يقف وراء إغراق الكويت بكل هذه السموم؟! من يمول عملية الشراء هذه وينفق عليها بسخاء ويتولى تهريبها وتوزيعها داخل الكويت على الرغم من جهود رجال وزارة الداخلية والجهود المضنية التي يبذلها رجال الجمارك الأبطال الذين يكشفون كل حيل المهربين، وما أن يكتشفوا حيلة حتى يسارع المهربون إلى حيلة أخرى لا يكلون ولا يملون!
سلسلة متصلة من عمليات التهريب وجهود مضادة لضبط هذه العمليات مما يدفع بالسؤال عمن وراء هذه العمليات المشينة، ومن الذي يدفع ويخطط ويرتب ويخاطر بأمواله؟ الإجابة هي أنهم أعداء الكويت المعروفون للقاصي والداني، وآخر هذه المخدرات التي ضبطت بكميات كبيرة كانت في داخل الطرود البريدية وهذه العمليات ليست وليدة أفراد ولا أموال أفراد، إنما هي جهود وتخطيط دول ممثلة باستخباراتها التي حددت هدفها وهو تدمير الكويت وشبابها وتحويلهم إلى نسوخ لا جدوى منهم، ولذلك جندت المهربين وكل وسائل التهريب لتقضي على أمل الكويت وطاقاتها! فهل تعرفون معنى أن يتحول الشباب إلى مدمنين متعاطين يسهل انقيادهم وخضوعهم لمن يوفر لهم المزاج والمخدر؟ وهل وصلت الرسالة أم أننا مازلنا نغمض أعيننا ونؤول الأمور بأنها ظواهر فردية من شباب جاهل ومراهق عاشق عن الملذات انه مخطط محكم لضرب جبهتنا الداخلية بإفساد الشباب وإخراجهم من معركة التنمية والبناء من حق كل إنسان أن ينشأ بهذه الدنيا نشأة طبيعية بمنأى عن كل شيء شاذ وعدواني ولابد لهذا الإنسان أن يتلقى الرعاية الكافية من أسرته، فإذا قلت هذه الرعاية صار ممكنا أن ينحرف ويتجه إلى الطريق الخطأ.
الأبناء يحتاجون من ذويهم إلى التحدث إليهم والاستماع لهم ويحتاجون إلى قدر من الحب والاهتمام والتقدير، ومن أسباب تعاطي المخدرات ضعف الوازع الديني ومجالسة رفقاء السوء والشعور بالفراغ وحب التقليد وتوفر المال الكثير والهموم والمشاكل الاجتماعية، فالأسرة هي الحصن الأول الذي ينشأ ويترعرع فيه الإنسان وتبني شخصيته، قال رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
قال الشاعر
حرض بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
وإنما مثل الآداب تجمعها
في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل شر ومكروه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تنقشع هذه الغمة وهذا البلاء وترجع الأمور كما كانت في العالم أجمع.. اللهم آمين.
[email protected]