نعم، تسبب الصراع المستمر بين السلطتين في تخييب آمال المواطنين وتعطيل التنمية، وأصبح ذلك الصراع معول هدم وتعطيل للإنجازات، وانعكست آثار ممارسات بعض الأعضاء على الكويت كلها بسبب البدعة التي ابتدعها بعض النواب بجلوسهم في مقاعد الوزراء «لعبة الكراسي»، وقد تعطلت البنية التحتية وأصابها الهرم، وها هي شوارع الكويت ضاقت على سياراتها، والشوارع متكسرة وها هي مستشفياتنا تئن وتتوجع من كثرة المراجعين، وها هم أبناء الكويت ينتظرون عشرات السنين للحصول على مسكن يؤويهم، والخريجون ينتظرون مدة طويلة لتوظيفهم.
كل هذا في بلد لا يشكو فقرا ولا حاجة، إنما يشكو مماحكات بعض النواب وتعطيلهم لمشاريع التنمية ووقوفهم حجر عثرة أمام أي تقدم أو مشروع، يدغدغون مشاعر الناخبين باقتراحات تنم عن تفكير ساذج لمفهوم الدولة حتى باتت الحكومة ضعيفه أمام ممارسات بعض النواب واستجواباتهم واقتراحاتهم، وإلا فالسيف على رقاب الوزراء وهو الاستجواب والتصويت على حجب الثقة، هذه ليست ديموقراطية، إنما هي ضرب لإضاعة الوقت والخداع الذي يمارس باسم الديموقراطية.
الديموقراطية هي البناء والتقدم والإنجاز وما كان لنا أن نحقق إنجازا في هكذا مجلس أو مع هكذا أعضاء هناك خلل في منظومه الديموقراطية الكويتية التي أصبحت معطلة أكثر منها أداة إنجاز وللأسف أسيء استخدام هذه الديموقراطية، رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه، فتفرغوا لخدمة الكويت كما انتخبكم المواطنون، وكفوا عن أسئلتكم واقتراحاتكم المضيعة للوقت، وتفرغوا لأبناء الكويت، أما إذا كان هدفكم الشهرة الزائفة والظهور المبرمج على الفضائيات وفلاشات الكاميرات فتعسا لنا إذا كانت هذه ديموقراطياتنا وهذا هدف بعض سياسيينا، فلم نعد قادرين على تحمل المزيد من الفشل، إلى متى سنظل أسرى لهذه الممارسات والى أين تأخذون الكويت؟!
هل يعجب الشعب بمجلس كثرت فيه الشتائم؟ ولا ننسى أن بعض الوزراء بالحكومة لم يكن على المستوى المأمول، وكل هذا وراء تأخرنا عن الدول الأخرى، ونقول بأعلى أصواتنا أن المجلس هذه السنة خيب آمال شعب الكويت.
قال الشاعر:
وما ينفع الفتيان حسن وجوههم
إذا كانت الأفعال غير حسان
فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى
فما كل مصقول الحديد يماني
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل شر ومكروه، وأسأل الله أن تنقشع هذه الغمة من الكويت وجميع بلدان العالم وترجع الأمور كما كانت وأحسن.. اللهم آمين.
[email protected]