صادف يوم الاثنين الماضي الذكرى الحادية والثلاثين لبدء أول غارة جوية قامت بشنها قوات التحالف الدولية إيذانا ببدء عاصفة الصحراء لتحرير بلدنا الغالي الكويت من الغزو العراقي الغاشم، واتخذ الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش قراره ببدء العملية الجوية للتحرير.
وعند فجر يوم 17 يناير انطلقت الحملات الجوية معلنة بدء حرب تحرير الكويت بمشاركة 1800 طائرة من طائرات التحالف الأميركية والبريطانية والسعودية والكويتية، فينبغي علينا جميعا أن نسجد لله شاكرين فضله ونعمته، فلقد مررنا بتجربة قاسية مريرة ومؤلمة، وهل هناك أقسى من فقد الوطن والأهل والهوية، فعندما تحل علينا هذه الذكرى لابد لنا جميعا أن نتذكر العظة والعبرة مما مر بنا من أحداث صعبة وما كان ينتظرنا من بلاء لولا لطف الله ورعايته لنا وإلا كنا سنصبح من اللاجئين المشردين، فلله الحمد والشكر آناء الليل وأطراف النهار.
لقد عـــادت إلينا أمنا الغالية الحبيبة الكـــويت وعدنا إليها، فاللهم لك الحمد والشكر لنرى بأعيننا عظمة قدرتك على من تجبر وظن أنه لن يقدر عليه أحد فعصفت به وبجنوده إلى أسفل السافلين وفرقت شملهم وهزمت جمعهم وجعلتهم هباء منثورا، لك الحمد والشكر فقد طهرت بلدنا الكويت من دنس عدو ومغتصب لا يرحم عاث في أرضنا فسادا وتدميرا وقتلا، وأشعل في مصدر رزقنا حرائق ظن أنها لن تخمد إلى يوم يبعثون، ويمكرون ويمكر الله والله خير الـــماكرين، فلك الحمد يا ربــنا فلقد هيأت من حارب ووقف معنا وانتزع بلدنا من براثن الطاغية وأزلامه حتى حررنا تراب الكويت الغالية من دنس البعث، ونحن نستقبل هذه الذكرى علينا أن نترحم جميعا على أميرنا الراحل المغفور له بإذن الله، سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وعلى سمو الأمير الراحل سمو الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، وعلى أميرنا الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وعلى شهدائنا الذين فاضت أرواحهم الطاهرة فداء لتراب الكويت.
إن الله سبحانه وتعالى نصرنا بفضله وقدرته وهيأ لنا الدول الإسلامية والعربية والصديقة وبفضل أعمال الخير، ونتذكر المواقف العظيمة في دحر العدوان من دول الخليج ومصر وسورية وأميركا وبريطانيا وآخرين، وكل من ساعد الكويت في تحرير أرضها، وهنا نوصيكم بأن تعلموا أولادكم ما قاسيناه في فترة الاحتلال من مرارة وعذاب، وعلموهم نعم الله علينا، وعلموهم من وقف معنا ومن وقف ضدنا، وعلموهم أن يقدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن، وعمقوا فيهم الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة المعطاءة.
قال الشاعر:
ولي وطن آليت ألا أبيع
ولا أرى غيري له الدهر مالكا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها، ونسأله سبحانه وتعالى أن تزول هذه الغمة عن الكويت وعن جميع دول العالم.
[email protected]