الرعاية الصحية التي تقدمها دولتنا الغالية الكويت لكل المواطنين ليست منة ولا هبة، إنما هي حق كفله الدستور لكل مواطن، فمن حقه أن توفر له الدولة الرعاية الصحية داخل الكويت فإن لم يجد تتكفل الدولة بعلاجه في الخارج.
للأسف إذا أردت أن تحظى برؤية طبيب استشاري عليك أن تنتظر شهورا حتى يأتيك الموعد أو تذهب إلى مستشفى خاص، وإذا ألم بك مرض مفاجئ عليك أن تذهب أولا إلى المستوصف لتأخذ دورا في طابور طويل لتحظى بتحويل للمستشفى ثم تبدأ المعاناة الحقيقية على أبواب الطبيب الذي يحتشد أمام بابه العشرات، كل يريد أن يدخل للفحص، وإذا كشف عليه الطبيب وكتب له وصفة طبية وإذا كان حظه جيدا يجد الدواء وإذا كان حظه عاثرا يفاجئ بأن الدواء الذي وصف له غير موجود، فيرجع إلى الطبيب حتى يكتب له دواء آخر.
وإذا ذهبت، على سبيل المثال، إلى مركز الجلدية في جميع المراكز والمستوصفات تجد أكثر الأدوية غير موجودة، مثلا دواء ايفيرمكــــتين ودواء اكتومثــــرين ودواء بنزيل بنــزوات 25% ومرهم كبريت 10% وبـــيبانثين (+) وبيبانثين بأنواعه وأدوية أخرى غير مـــوجودة في المستشفيات والمراكز والمستوصفات، أين نحن يا وزير الصحة؟ ألسنا في الكويت بلد الخير والنعمة والنفط ولا نجد هذه الأدوية وغيرها شهورا في الصيدليات!
كيف توزع أموال الكويت على جميع دول العالم ومستشفياتنا تعاني من نقص في الدواء؟! أين تذهب ميزانية الصحة؟! أين القائمون على شؤون الأدوية؟! وأين وكيلها المساعد؟!
لا يمكن أن يصدق أي إنسان أن يكون في الكويت نقص في الأدوية، فهذا قد يكون مقبولا في دولة فقيرة بالموارد!
أسأل الله أن يعي المسؤولون هذه المشكلة، وفي مشكلة أخرى في بعض المستشفيات والمستوصفات تجري تحاليل وعند مراجعتك لهم لأخذ النتائج تجدها قد ضاعت ولا تجدها في الكمبيوتر، وأود أن أشكر كل مسؤول وكل طبيب مخلص في عمله على مجهوده الكبير في خدمة المرضى، وعليك يا وزير الصحة أن تطهر وزارتك من غبار السنين وإهمال بعض المسؤولين ولا تأخذك الرأفة بأي متقاعس ومقصر.
قال الشاعر:
ليس يدري لذة الصحة من
لم يذق مرارات السقم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، ونسألك أن تنقشع هذه الغمة ويزول هذا الوباء والبلاء من الكويت وجميع دول العالم.
اللهم آمين.
[email protected]