نلاحظ في هذه الأيام في ساحة الإرادة حرية التعبير، من رفض تام لما تعانيه البلاد من تعطيل لكل المشاريع، فالقلب يعتصر والعين تبكي لما يحدث في بلدي الكويت من تأخر في كل المشاريع، وتجد كل مواطن غيور وتهمه مصلحة الكويت يتألم لعدم وجود تفاؤل لا من ناحية السياسة ولا أحوال اقتصادية ولا تعليم جيد، والشوارع متهالكة يتطاير منها الصلبوخ، بالإضافة إلى الازدحام المروري الكبير، وكذلك أطعمة فاسدة وبنية تحتية متهالكة، واعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، ونقص في الأدوية في المستشفيات، وتأخر في مواعيد الدخول على الأطباء، وكثرة العمالة السائبة التي ليس لها فائدة، وسرقات المال العام.
وللأسف الحكومات السابقة فشلت على مدى أكثر من 20 عاما ولم تنجز أي شيء من التنمية، وبموازاة ذلك فإن نواب المجلس الذين تعاقبوا على قاعة عبدالله السالم هم أيضا شركاء في هذا التخلف وعدم تطوير للكويت، وكل المجاميع الوطنية تحزن وتشعر بما آلت إليه الأمور وإلى ابتعاد التجربة الديموقراطية عن المسار الجميل والطيب والمبادئ الدستورية التي نشأنا وسرنا عليها من عام 1962، فلابد من التكاتف والوحدة وعدم شق الصف ووأد الفتنة في مهدها.
وأستغرب من أن بعض النواب المتواجدين في ساحة الإرادة يطالبون بحل مجلس الأمة، والعجيب في هذا الأمر أن بعضهم يعارضون أداء الحكومة، ومع ذلك لم يتقدموا بالاستقالة، فلابد ان تكون استقالتهم جماعية حتى يفقد المجلس نصابه وتكون انتخابات جديدة، لا نريد أن نرى هذا التصعيد في بلدنا الغالي الكويت بل نريد من السلطتين التنفيذية والتشريعية بما تحتاجه الكويت من تحسين في التعليم والصحة والاقتصاد والبنية التحتية والتركيبة السكانية، لا نروج للغوغاء وحالة الهياج في الحديث وتجاوز حدود العقل، لأن هذا بالطبع يشكل تهديدا لوحدتنا وامننا واستقرارنا في الكويت.
قال تعالي (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
ولابد على الدولة أن تلتزم بتوظيف الخريجين أول بأول، ولا ينتظرون المدة الطويلة، وان توفر مسكنا لكل كويتي، ودعوة صادقة من القلب لبعض النواب بالشفاء من مرض الإثارة وتهييج الشارع وفقدان العقل الذي يدعوهم للقياس والخطأ، ولابد أن يكون الكلام بعقلانية، وانتماؤنا لا يكون إلا للوطن وليس للقبيلة والطائفية.
تعسا لكل مثيري الفتنة وتعسا لكل دعواهم التي كشفت معدنهم ولنا في رسولنا العظيم العظة والعبرة حين أُخرج من مكة فنظر إليها وقال: «أما والله إني لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله، وأكرمها على الله، ولولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت»، وقال الشاعر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]