تمكن رجال الجمارك الأبطال في إدارة الجمرك الجوي من ضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة عبارة عن 80 كيلو غراما من بودرة اللاريكا المخدرة و300 ألف كبسولة جاهزة للتعبئة بأربع شاحنات قادمة من إحدى الدول الآسيوية، وهي ملح طعام وأصباغ رسم ومكملات غذائية، والحقيقة أنها ملغمة ببودرة اللاريكا، وأحال قطاع الأمن الجنائي إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات 6 أشخاص لحيازتهم ما يزيد على 4 كيلو غرامات من المواد المخدرة، كما أحال رجال الأمن الجنائي إلى إدارة الإبعاد الإداري وافدا آسيويا بحوزته 140 زجاجة خمر محلية.
حقيقة، لا وازع ولا خير فيمن يريدون خراب الكويت وهم يستغلون ويستعملون كل الأسلحة لهدم جبهتنا الداخلية وتحويل شباب الكويت وطاقاتها الخلاقة إلى متعاطين مدمنين لا يكادون يفيقون حتى يدخلوا في مرحلة اللاوعي مع المخدرات والخمور.
واستخدام المخدرات والخمور كسلاح للهدم ليس وليد هذا العصر، إنما سبق للاستعمار أن استعمله في الهند والصين وكافة المستعمرات.
نعم، نحن مستهدفون في أبنائنا ويراد بنا الهلاك والضياع، وهذا ما يفسر تلك الكميات التي تضبط في مئات الأطنان من كل أنواع المخدرات من حشيش وأفيون وهيروين، فضلا عن الخمور المستوردة والمحلية وفي العام الماضي كان تهريب أكثر من 9 ملايين حبة مخدرات، إضافة إلى كميات كبيرة من المخدرات الأخرى، حيث تم ضبط مزرعتي ماريغوانا و189 سيجارة وورق مشبع بمادة الكيميكال، فمن يقف وراء إغراق الكويت بكل هذه السموم؟ ومن يمول عملية الشراء هذه وينفق عليها بسخاء ويتولى تهريبها وتوزيعها داخل الكويت؟ رغم جهود رجال وزارة الداخلية المضنية التي يبذلها رجال الجمارك الأبطال وسعيهم المستمر لكشف كل حيل المهربين، الذين وما أن تُكتشف حيلة لهم حتى يسارعوا إلى حيل أخرى، فهم لا يكلون ولا يملون.
وهدف تجار المخدرات تدمير شباب الكويت حتى يتحول الشباب إلى مدمنين متعاطين يسهل انقيادهم وخضوعهم لمن يوفر لهم المزاج، فهل وصلت الرسالة، أم أننا ما زلنا نغمض أعيننا ونفسر الأمور بأنها ظواهر سلبية من شباب جاهل ومراهق؟ إنه مخطط محكم لضرب جبهتنا الداخلية بإفساد الشباب وإخراجهم من معركة التنمية والبناء، والأبناء يحتاجون من ذويهم إلى التحدث إليهم والاستماع لهم.
ومن أسباب تعاطي المخدرات والخمور ضعف الوازع الديني ومجالسة رفقاء السوء والشعور بالفراغ وحب التقليد وتوافر المال، فالأسرة هي الحصن الأول الذي ينشأ ويترعرع فيه الإنسان وتبني شخصيته.
قال الشاعر:
حرض بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]